قصة

سيد ورنيش

جريدة موطنى

سيد ورنيش

م محمود عبد الفضيل/ مصر

كانت طفولته في إحدى المدن الساحلية التي تتسم بالعمل حيث لا يوجد بها عاطل ولا يوجد بها جاهل. ما أجملها تلك المدينة الساحرة فمع إشراقه الصباح تبدأ الماكينات في الدوران لتخرج قطع فنية من الأثاث تعرض في معارض كبرى وبعضها يتم تصديره إلى الخارج وفي الجهة الأخرى وعلي ساحل البحر تبدأ صفارات المراكب والسفن الانطلاق لتأذن للصيادين ببدء رحلات الصيد. المكان يعج بالحركة والنشاط. الصغير له مكان في العمل قبل الكبير في منظومة تعمل دون توقف وبترتب وتنظيم عجيب دون قيادة محددة أو تعليمات مسبقة وكأنها عقارب للساعة. في هذا التوقيت ولد سيد

في وسط هذا الزخم والحراك. أرسله والده في بداية عمله وهو في الثامنة من عمره إلى إحدى ورش تصنيع الأثاث ليتعلم مهنة النجارة التي بدا في تعلمها وإتقانها. كانت صناعة الأثاث اهم صناعه في تلك المدينه إتقن الاويمه وهي زخرفه الخشب والدهان وهو في سن السادسة عشرة وقد حرص سيد علي ادخار مرتبه كاملا منذ صغره فليس لديه الوقت للجلوس علي مقهى أو شرب السجائر.

أنهى سيد دراسته في مدرسه الصناعي وحصل على الدبلوم بتفوق وقرر أن يلتحق بالجامعة العمالية حتى يستكمل دراسته الجامعية مع الاستمرار في عمله الذي أحبه وأتقنه. أثناء دراسته الجامعية كانت له علاقات جيدة مع الطلبة والأساتذة خاصة أن الجميع يعلم أنه من دمياط وأنه أستاذ في أعمال دهان الأثاث وقد أطلق عليه زملاؤه وأساتذته لقب سيد ورنيش واستعان به الكثير منهم في تجديد أثاث منازلهم لما عرف عنه من إتقانه للمهنة وسعره الجيد فقد كانت الجامعة بالنسبة له سوق للعمل فهذا الأستاذ يريد فرش شاليه في رأس البر وذاك في جمصه والعميد يريد تغيير الأثاث في الساحل الشمالي ورئيس الجامعة لديه فيلا في مطروح الكل أصبح يتصل بسيد لشراء الأثاث أو تغييره أو بيعه. حصد سيد خلال دراسته الآلاف الجنيهات من بيع الأثاث أو تصنيعه لأعضاء هيئة التدريس والإداري الجامعة

تخرج سيد من الجامعة وأثناء حفل التخرج طلب منه أحد المسئولين أن ينتظره في استراحة نادي أعضاء هيئة التدريس بعد الحفل. جلس المسئول مع سيد وأخبره أن بعض الجامعات الخاصة التي تحت الإنشاء تريد شركه تورد لها مكاتب ومدرجات وان المسئول يريد أن يقوم سيد بتلك الأعمال. 

أخيرة سيد أنه لا يستطيع أن يقوم بذلك خاصة أنه لا يملك الأموال اللازمه لذلك. 

أخبره حلمي بيه أن مجموعة من الأساتذة والمدرسين والإداريين سيقومون بالاستثمار في هذا المجال ولا يحمل هم الأموال ولكنه يريده أن يقوم بإنشاء شركة يكون لديها سجلا تجاريا وبطاقة ضريبية وسيقوم حلمي بيه بالتواصل مع الجامعات من جهة لتوريد الأثاث وعقد بالصيانة ومن جهة أخرى سيقوم بتجميع رأس مال الشركة من الزملاء والإداريين وسيتم تحديد نسبه جيده لسيد تكافئ ٣٠ ٪ من الربح. وافق سيد علي العرض وشرع في تأسيس الشركه. واطلق عليها شركه سيد ورنيش لصناعه الاثاث و التلميع . 

تم افتتاح الشركة وتم توقيع اول عقد بين جامعة فلوسي وشركة سيد ورنيش للأثاث والتلميع. واتفق سيد مع الورش بمدينته علي بدا التصنيع مع عمل عقود مع تلك الورش ببنود الاتفاق ومواعيد التسليم

ومن جامعة فلوسي. لجامعة البهوات استمرت عجله الإنتاج وبدا سيد في فتح أسواق جديدة لأبناء مدينته فمحمد مشبك أخيه الأكبر أصبح صاحب كافتيريا الجامعة يورد لها الحلويات الدمياطية اللذيذة خاصة المشبك والعزيزة. وأخوه خالد البلطي افتتح مطاعم أسماك بأسعار جيدة للطلاب المغتربين أمام كل جامعة يتم التعاقد معها

وأصبح هناك خطوط نقل للمعدات والخامات والأطعمة والمشروبات تخص أبناء دمياط تنقل كل شيء من دمياط إلى الجامعات وسمي ذلك الخط بخط نجمه دمياط. وأصبحت المدينة رئة للجامعات الخاصة تمدها بالطعام والأثاث وأصبح طريق نجمه دمياط شريان حياه لتلك الجامعات. مع الوقت أصبح هناك بطالة لدي أخوه سيدا في الإجازة الصيفية التي تمتد لأربعة أشهر وقتها جمع الأب أولاده وقال لهم انتو هتقعدوا ٤ شهور من غير شغل

أحنا ممكن نشتغل سماسرة لشاليهات وعشش رأس البر ونخلي كل الطلاب والمدرسين يكون مصيفهم المفضل رأس البر

أعجب الأولاد بالفكرة وتم لصق الإعلانات عن شقق وشاليهات وعشش للتأجير الأسبوعي من خلال كافيهات الجامعه و مطاعم خالد البلطي وبدا الأخوة في تلقي الطلبات وتحديد المواعيد وتلقي دفعات جدية الحجز

بدا سيد في التفكير في استيراد ورنيش الأثاث ويكون هو الوكيل الدائم والحصري لإحدى الشركات العالمية للورنيش

وبعد اتصالات مكثفه نجح سيد في الحصول على توكيل إحدى الشركات العالمية

وأصبح هو الوكيل الوحيد للشركة في مصر والشرق الأوسط.

بعد رحلة من العمل الشاق قرر سيد الزواج

ولم يجد أمامه أنسب من الحاج خالد كريم فيومي صاحب توكيل أشهر مشروب غازي في الجمهورية للزواج من ابنته الوحيدة فيروز. كان من كلمات والده أن سيد

من غير تفكير الجميع بأن الذهب الأصفر ليس الذهب فقط بل يفوقه الورنيش الاصفر 

هز الحاج خالد رأسه موافقا وهو يتمتم

فعلا أحتكم الأمر والفرح هيبقي في قاعه عبد السلام عمرو

تمت

سيد ورنيش

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار