الدكروري يكتب عن العمل بالكتاب والسنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين رسول الله محمد الهادي الأمين، فدائما نبدأ بإسم الله تعالى الرحمن والذي ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من خمسين موضعا، بينما ورد ذكر اسم الله تعالى الرحيم في أكثر من مائة موضع فقد قال الله تعالى ” الرحمن علي العرش استوي” وقال تعالى في سورة البقرة ” وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ” ومعناه مشتق من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، والفرق بينهما أن الرحمن ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة كما قال تعالى في سورة الأحزاب ” وكان بالمؤمنين رحيما ” وقال ابن القيم رحمه الله.
“إن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه وتعالى، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، الرحمن للوصف، والرحيم للفعل بمعنى أن الرحمن دال على أن الرحمة صفته، والرحيم دال على أنه يرحم خلقه برحمته” ورحمة الله تعالى لا حد لها، ولا أحد يستطيع أن يحصيها فهي وسعت كل شيء كما قال تعالى في سورة الأعراف ” ورحمتي وسعت كل شيء ” ورحمة الله جل في علاه تغلب وتسبق غضبه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه إن رحمتي تغلب غضبي” وما يتراحم به الخلق هو جزء من مائة جزء من رحمة الله تعالى، فقد روى مسلم في صحيحه عن سلمان، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة ”
” كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة، وفى رواية قال حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشيةَ أن تصيبه” أما بعد فإنه لا يمكن اجتماع الكلمة على الكتاب والسنة، إلا بتعلم الكتاب والسنة والحرص على العمل بهذا العلم النافع، وعند ذلك تجتمع الكلمة على الحق وتزول الفرقة، ولكن لا بد من الإنصاف وسعة الصدر في مسائل الاجتهاد، وكذلك موالاة المؤمنين والبراءة من الظالمين، حيث قال الله عز وجل فى سورة المائدة ” ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون” فلا بد من الولاء والبراء، والميزان هو التقوى.
فنعوذ بالله من الولاء والبراء الحزبي الضيق الذي أدى إلى التبرؤ من بعض المؤمنين وتولي بعض الظالمين، فهل يفيق الصالحون الواقعون في هذه التعصبات الجاهلية؟ أفلا يتوبون إلى الله؟ وكذلك نصرة الله عز وجل وذلك بإقامة شرعه على النفس والأهل وعلى القريب والبعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل بقدر ما يستطيع، وأيضا التضحية بالأنفس والأموال والأوقات والمناصب وغير ذلك من أجل الإيمان والجهاد في سبيل الله تعالى، فقال سبحانه وتعالى فى سورة النساء ” فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة” أي يبيعون الحياة الدنيا وما فيها من متاع الغرور بالآخرة الباقية، وكذلك إعداد ما يستطاع من قوة.