فتنة المرأة للرجل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد، لقد بعث الله عز وجل برحمته وفضله النعمة المسداة محمد صلي الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور فجاء مزكيا مربيا ومعلما مصلحا، فجاهد لتحقيق هذه الغاية أعظم الجهاد، وبذل النفس والنفيس حتى تحقق له ما يريد، فربى أصحابه رضي الله عنهم أكمل التربية، وعلمهم أحسن التعليم، فكانوا جيلا فريدا لا نظير له ولا مثيل، وصفهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بأنهم أمنة لأمته، ولقد جاء صلي الله عليه وسلم إلى رعاة الغنم فجعلهم بفضل الله سادة الأمم.
فتح قلوبهم قبل بلادهم، فما رآه أحد إلا أحبه وغض الطرف عنه إجلالا ومهابة وإكبارا رباهم صلي الله عليه وسلم حتي غدوا سادة الأمم وأئمةَ العالم وصناعَ القرار فيه، فدانت لهم الممالك الكبار وأذعنت، في فترة وجيزة من التاريخ، فانهد ملك كسرى، وانثلم ملك قيصر، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى ولا راد لحكمه ومشيئته، أن تكون المرأة فتنة للرجل بحكم خلقتها وتكوينها وطبيعتها وما خصها الله تعالى به من خصائص، كالإغراء والأنوثة والجمال، وما بثه في قلوب الرجال من الميل الفطري إليها والرغبة فيها، وجعلها سكنا ورحمة له، وموطن قضاء شهوته وإرواء غريزته الفطرية، وإثبات رجولته وبقاء نسله، مما تنجبه له من ذرية صالحة إن أحسن اختيارها، فهي أي المرأة قد تكون سلاحا للهدم ونشر الإباحية والفجور.
كما أنها قد تكون سلاحا للبناء والسمو بالأخلاق والفضائل، وإن المسلمة المؤمنة بالله حقا هى التي تعرف ما لها وما عليها هي التي تسعى لمرضاة الله بكل السبل، مضحية بشهواتها الدنيوية وميلها للتزين والتجمل إلا لمن أحله الله تعالى لها من الرجال، في سبيل الوصول للسمو الروحي الذي يجعلها تخرج بعبادتها لله عز وجل، إلى آفاق عالية ورحاب واسعة، من اليقين به والتوكل عليه، والرضا بقضائه وحكمه، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولقد حذرنا نبينا الكريم ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة في عدة أحاديث، ومنها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث ومقصوده ما نصه.
والمعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أن الناس كما قال الله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء” فكل هذه مما زين للناس في دنياهم، وصار سببا لفتنتهم فيها، لكن أشدها فتنة النساء، فاللهم يا رب الذي في السماء ملكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك، وفي الجنة رحمتك، وفي النار سطوتك، وفي كل شيء حكمتك وآيتك، لا إله إلا أنت سبحانك، واشهد ان محمدا رسول الله اللهم صلي على نبيك الذي بعثته بالدعوة المحمدية، وهديت به الإنسانية، وأنرت به أفكار البشرية، وزلزلت به كيان الوثنية، أسالك أن تهدي شباب المسلمين في كل مكان وأن تردهم إلي دينك ردا جميلا يا رب العالمين. فتنة المرأة للرجل