النادل
قصة قصيرة
بقلم رانيا البدرى
كان ينتظرها بفارغ الصبر كل صباح
كعادتها تأتى لتناول القهوة قبل الذهاب لعملها
يراقبها من بعيد يحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب
بل إن شغفه بها دفعه لتتبعها بعد أن تنهي عملها
حتى تصل منزلها
كان يراها كالفراشة لا تسير على الأرض بل تحلق
بفضاء لها وحدها مانحة الجمال لكل شىء تلمسه
اذا دخلت أحد المحال التجارية و كان خالياً من
الناس إذ به يمتلىء بالمشترين و كأن الرزق معقود
بطرف ثوبها و كأنها ايقونة خير أينما حلت
ظل معها على هذا الحال عدة شهور يراقبها دون
ان تشعر إلى أن جاء ذلك اليوم
اثناء جلوسها لإحتساء مشروبها وجد رجلا مفتول
العضلات وسيم تبدو عليه علامات الثراء الفاحش
يقترب من طاولتها ثم يجلس على المقعد المواجه
لها واضعاً هاتفه و مفاتيح سيارته على الطاولة
تجهم النادل و انقبض قلبه و راوده الفضول من يكون هذا الطاووس المتباهى بالنسبة لها
اقترب من طاولتهم محاولا استراق السمع لحديثهما
فتناثرت كلماتها الحادة لأذنيه و هى تنهر ذلك الطاووس قائلة
لا تحاول اكتر من ذلك فأنا لا أراك بكل ما تبديه امامى من مظهر و ثراء انك تمنحنى ما تريد
و لم تفكر فيما احتاج ثم التفتت نحو النادل واشارت
له فحضر امامها على الفور فقالت اود ان اعرفك على خطيبى
نظر الرجل له نظرة حقد و احتقار ولم ينطق ببنت
شفة ثم تناول هاتفه ومفاتيحه وانصرف
جلس النادل مكانه و هو صامت ينظر لها فى ذهول
قالت له لا تتعجب لقد كنت اشعر بك حولى فى كل مكان كان وجودك يشعرنى بالأمان ربما منحتنى ما احتاجه دون قصد