قل : بايعت ، واذهب بسلام
في حوار ( الوليد بن يزيد بن معاوية ) و ( الحسين بن علي بن أبي طالب ) ، طلب الوليد من الحسين أن يبايع أباه يزيد للخلافة، فقال له :
نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل: “بايعت ” واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة، رد عليه الحسين(منتفضا) :
كبرت كلمة! وهل البيعة إلا كلمة ؟ ما دين المرء سوى كلمة ما شرف الرجل سوى كلمة ما شرف الله سوى كلمة .
فرد عليه ابن مروان الذي كان حاضرا اللقاء: (بغلظة) فقل الكلمة واذهب عنا .
فجاء رد الحسين:
أتعرف ما معنى الكلمة…؟ مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة زاد مذخور، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى، الكلمة فرقان بين نبي وبغى، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم، ! الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة
وختم الحسين قائلاً :
لا رد لدي لمن لا يعرف ما معنى شرف الكلمة.
الكلمة مسؤولية وأمانة .
حوار جرى بين هامة تربى في حاضنة سامية يكتنفها الايمان والتقوى والهداية والنبل والكرامة ، وبين رجل لا يعطي للكلمة وزنها الحقيقي ، همه ينحصر في الوصول الى السلطة ليس اِلا ، وشتان بين مفهوم الكلمة كامانة، والامانة كمسؤولية ، والمسؤولية كشرف ، والشرف كسلوك سامي ، والسٌُمُو كسيان والثريا في الارتفاع ، وبين من لا يقدر ذلك ،فلنصنع من كلمتنا مِحرابا نزين بها أخلاقنا ، وبُرجا ممزوجة مواد صناعته من سلسبيل وروح ، لنعزز عبرها ثقافتنا ووعينا ومعاملاتنا .
الكلمة عِبرة في مخاض الحياة ، فهي حتما لها ابعاد انسانية ، سلوكية ، مثالية ، تنموية ، وقد تتحول فجاة الى خنجر في خاصرة كل مسؤؤول او مجتمع خان الامانة ، فهي حبل مِشنقة بل مِقصلة تقطع كل من اينعت تماره الفاسدة ، فهي قضية عادلة لها من المفعول المُرعب ما لا يطيقه كل من يخالفها ، او التخلي عنها ، فهي بالمرصاد لك ، ترصد كل خطواتك ، سكناتك وحركاتك ، اِن ظننت انك ستفر منها، فانت مُخطىء، تتعقبك اينما رحلت او
اِرتحلت ، فلا قوة تحول بينها وبينك ، ولا قانون اللجوء سينجيك .
وليحذر الذين نقضوا عهد الكلمة ، اي منقلب سينقلبون .
الله غالب .
عبدالسلام اضريف
قل : بايعت ، واذهب بسلام