أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن الأمة الإسلامية ومواسم الخيرات

الدكروري يكتب عن الأمة الإسلامية ومواسم الخيرات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد امتن الله عز وجل علي الأمة الإسلامية بمواسم الخيرات التي فيها يتضاعف الأجر والحسنات والطاعات وهي فرصة لتعويض الفارق الكبير بين الأعمار السابقة الطويلة وأعمار أمة النبي محمد صلي الله عليه وسلم القصيرة بجوار أعمار من سبقوا من الأمم السابقة، ونعيش بحمد الله تعالى في هذه الأيام أيام طيبات عامرة بالخيرات من رب العباد، وهي نفحات الخيرات والبركات، التي أكرمنا الله عز وجل بها، ويقول الله تعالى في محكم آياته كما جاء فى سورة التوبة ” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض” وإن شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، حيث يأتي بعد شهر رجب، وقبل شهر رمضان، وقد قيل أنه سُمي شهر شعبان بهذا الاسم.

لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض، أي ينتشرون فيها بحثا عن الماء، وقد فضل الله تعالى بعض الأزمنة، وميّزها على غيرها، بالعديد من الخصائص، وشهر شعبان من تلك الأزمنة التي فضلها الله تعالى، فإن عمل العام يرفع في شهر شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، أنه ترفع فيه الأعمال، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم، ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل، ومن المعلوم أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان، وإنما هناك أربع صور لرفع الأعمال وهي الرفع اليومي، والأسبوعي، والسنوي، والختامي.

وقد بينها ابن القيم رحمه الله، وإن فائدة هذا التقسيم السابق لرفع الأعمال أن نجتهد أكثر في هذه الأوقات، ونملأها بالطاعات، كي يرفع عملنا ونحن في صيام،أو ذكر، أو استغفار، ويعتبر شهر شعبان كالمقدمة لشهر رمضان، فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في شهر رمضان من صيام، وأن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت” كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان” رواه أحمد والنسائى، وقال ابن رجب في لطائف المعارف، أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة و كلفة، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة و نشاط ، فلما كان شعبان كالمقدمة لشهر رمضان.

شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، وشهر شعبان، هو شهر كانت له عناية خاصة عند النبي العدنان صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يخص هذا الشهر بأعمال يتوجه بها لمولاه عز وجل، نرجوا أن يوفقنا الله جميعا بالاقتداء فيها بهداه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام هذا الشهر، فتقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيته استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شهر شعبان” رواه البخارى ومسلم.

الدكروري يكتب عن الأمة الإسلامية ومواسم الخيرات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار