أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن التربية الإسلامية في الدولة الأموية

الدكروري يكتب عن التربية الإسلامية في الدولة الأموية

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد كانت تربية القائد الحكيم مسلمة بن عبد الملك، علي يد والده عبد الملك بن مروان، الذي أسند تربية أولاده إلي العالم والتابعي إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، وكان عبد الملك يأمر إسماعيل بضرب مسلمة وإخوانه إذا كذبوا أو لم يحفظوا القرآن، وقال لإسماعيل يوما ” إنه والله ما يخفى علي ما تعلمهم وتلقيه إليهم، فاحفظ عني ما أوصيك به ” علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وعلمهم الشعر يسمحوا ويمجدوا وينجدوا، وجنبهم شعر عروة بن الورد، فإنه يحمل على البخل، وأطعمهم اللحم يقووا ويشجعوا، وجز شعورهم تغلظ رقابهم، وجالس بهم أشراف الناس وأهل العلم منهم، فإنهم أحسن الناس أدبا وهديا، ومرهم فليستاكوا، وليمصوا الماء مصا.

 

ولا يعبوه عبا، ووقرهم في العلانية، وأدبهم في السر، واضربهم على الكذب كما تضربهم على القرآن الكريم، فإن الكذب يدعو إلى الفجور، والفجور يدعو إلى النار، وجنبهم شتم أعراض الرجال، فإن الحر لا يجد من شتم عرضه عوضا، وإذا ولوا أمرا فامنعهم من ضرب الأبشار، فإنه على صاحبه عار باق ووتر مطلوب، واحثثهم على صلة الرحم، واعلم أن الأدب أولى بالغلام من النسب، ولقد كان عبد الملك مواظبا على حث مسلمة وإخوانه على الرجولة ومكارم الأخلاق، وكان يتابع بين الفينة والأخرى تحصيل أبناءه وأثر التعليم فيهم ويمتحنهم ويسألهم بنفسه، وخلال نشأته حفظ مسلمة وتعلم القرآن الكريم، والسنة النبوية، وحفظ أخبار العرب وأيامهم، وأتقن علوم اللغة العربية.

 

وفنون الأدب شعرا ونثرا، ثم بدأ مسلمه بن عبد الملك بممارسة القضايا الإدارية والسياسية عن كثب، ورأى كيف تصرف الأمور وتعطى القرارات، كما تدرب أيضا على ركوب الخيل والفروسية والسباحة، والرمي بالسهام والنبال، والمبارزة والضرب بالسيف، والطعن بالرماح والسنان، وقد ساهم عبد الملك بن مروان، بإرساء شخصية إبنه مسلمة بشكل كبير فبدت ملامحها واضحة جلية في وقت مبكر من عمره، وتلك الأسس كانت عبارة عن الدين والتفقه به والتمسك بتعاليمه، والعربية وإتقان علومها، والسياسة وممارسة قضاياها، والإدارة وحل مشاكلها، والعسكرية والتدريب على متطلباتها، فكان مسلمة بن عبد الملك نسخة طبق الأصل من والده عبد الملك بن مروان، وأشبه الناس به ما عدا أنه لم يتولى الخلافة كوالده.

الدكروري يكتب عن التربية الإسلامية في الدولة الأموية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار