
⁉️ لماذا الآن؟
بقلم / دكتورة همت مصطفى
📌 في عالمٍ لا يتوقف عن الركض، وسط ضجيج الطموحات والقلق من المستقبل، وأشباح الماضي التي لا تتعب من الظهور، ننسى شيئًا جوهريًا، بسيطًا، وعميقًا في آنٍ واحد: الآن.
تلك اللحظة الصغيرة التي تمر بنا دون أن نعيرها انتباهًا، هي نفسها مفتاح السلام الداخلي، وهي بوابة القوة الحقيقية. “قوة الآن” كما يصفها إكهارت تول، ليست فكرة عابرة أو مجرد حالة ذهنية مؤقتة، بل هي تحول جذري في الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة.
لكن قبل أن ندرك قوتها، علينا أن نطرح السؤال الأساسي:
❓لماذا الآن؟🤔 🤔
لأن الماضي انتهى والمستقبل وهم
كل لحظة قلق نعيشها إما مرتبطة بخوف من شيء لم يحدث بعد، أو ندم على شيء حدث ولم يعد بالإمكان تغييره.
لكن الحقيقة أن الماضي ليس سوى ذاكرة، والمستقبل مجرد توقّع، بينما الواقع الحقيقي الوحيد الذي نملكه هو هذه اللحظة.
كم من الأحلام أجهضناها لأننا علقنا في ذكريات الفشل؟
وكم من السعادة ضيعناها لأننا انشغلنا بما قد يحدث لاحقًا؟
الآن هو الوقت الوحيد الذي يمكنك فيه أن تحب، أن تتغير، أن تتحرك، أن تصنع. لا يمكنك أن تفعل أي شيء في الماضي أو المستقبل، إلا من خلال هذه اللحظة.
♦️الآن هو المكان الذي توجد فيه الحياة
حين تستغرق في اللحظة الحاضرة، تبدأ في رؤية الأمور بوضوح غير معهود. ضجيج التفكير ينخفض، ويظهر الوعي الصافي. فجأة، يصبح التنفس أعمق، ونبض القلب أكثر اتساقًا، ويغدو العالم أقل تهديدًا.
“أينما كنت، كن هناك تمامًا.”
كم مرة جسدك كان في مكان، لكن عقلك كان في مكان آخر تمامًا؟
في العمل، تفكر في البيت. في البيت، تفكر في العمل. في لقاء الأصدقاء، تتصفح هاتفك. في لحظة راحة، تتذكر التزامات الغد.
لكن عندما تكون حاضرًا حقًا، تصبح التجربة أكثر ثراء. يصبح الطعام ألذ، والحديث أعمق، والمشي أكثر وعيًا. كل شيء يتغير حين تتواجد بكلك في “الآن”.
♦️لأن الآن هو سرّ التحرر من الألم
تتمثل معاناة الإنسان
في ارتباطه المفرط بالأفكار والمشاعر التي لا تتوقف.
كل ألم نفسي تقريبًا ينبع من رفضنا لما هو كائن، وتمسكنا بما لا يمكن تغييره.
لكن عندما تتقبل اللحظة كما هي، دون مقاومة، يحدث التحول.
القبول لا يعني الاستسلام، بل يعني الوعي والقدرة على الفعل من مكان هادئ.
أن تقول: “هذه هي اللحظة كما هي، ماذا يمكنني أن أتعلم منها؟ كيف يمكنني أن أتحرك من هنا؟”
♦️الآن هو بداية كل شيء
تريد أن تغير نمط حياتك؟
أن تبدأ مشروعًا؟
أن تصلح علاقة؟
أن تجد سلامك الداخلي؟
كل هذا لا يبدأ غدًا. لا يبدأ عندما تكون الظروف مثالية. لا يبدأ حين تتخلص من مخاوفك.
يبدأ الآن.
الآن هو اللحظة الوحيدة التي يمكنك أن تمتلكها حقًا.
♦️كيف نعيش في الآن؟🤔 🤔
راقب أفكارك دون أن تنجرف معها. كن الشاهد لا السجين.
ركّز على جسدك: تنفسك، إحساسك بقدميك على الأرض، صوتك حين تتكلم.
♦️ أوقف مقاومة اللحظة، وبدلًا من ذلك، اسأل: ماذا يمكنني فعله بوعي الآن؟🤔 🤔
افصل نفسك عن الوقت النفسي، لا تحيا في غدٍ لم يأتِ أو أمسٍ قد انقضى.
مارس الامتنان لما لديك في هذه اللحظة، مهما كان بسيطًا.
♦️ الآن هي الحياة
“الآن” ليست مجرد لحظة في الزمن، إنها الحياة ذاتها.
وكل لحظة تعيشها بوعي، تُعيدك إلى جوهرك، إلى السلام، إلى المعنى.
نحن لا نحتاج إلى مستقبل مثالي بقدر ما نحتاج إلى وعي حاضر.
الآن هو الوقت الوحيد الذي نملك فيه القوة لنكون.
⁉️ فهل ستكون هناك الأن ؟🤔 🤔
⁉️ لماذا الآن؟