أخبار ومقالات دينية

أثر الكلمة في حياتنا

جريدة موطني

أثر الكلمة في حياتنا
بقلم
عبادى عبد الباقى قناوى 

أثر الكلمة في حياتنا

الكلمة أمانة يسأل عنها المرء .
فإن الكلمة سهلة المخرج على اللسان،
غير مأمونة العواقب على الإنسان،
ولكنها سلاح ذو حدين،
وعلامة مفترق على طريقين .
أولا :-
إن كانت طيبة
كانت عظيمة النفع .
ثانيا :-
إن كانت خبيثة كانت شديدة الضرر .
والمسلم وهو يتعامل مع الناس يفتقر إلى الكلمة الطيبة ،
في كل معاملاته ،
ولاسيما التعامل الفكري القائم على الحوار والدعوة والتربية والتعليم فإن افتقاره إلى تلك الكلمة أشد .
وإن المتأمل في واقع التعامل الفكري بين المسلمين عموماً يجد مناهج مختلفة وأساليب مضطربة،
فهذا يجنح إلى الكلمة الغليظة الفظة ،
وذاك يجنح إلى الكلمة الملتوية والأسلوب المراوغ ،
وثالث يجنح إلى الكلمات الجارحة ،
و رابع يهوي إصدار الأحكام الصارمة بلا هوادة ،
من صحة وبطلان ،
وتحليل وتحريم ،
وتكفير و تفسيق لا عن علم وبصيرة ،
ولكن من منطلق الأهواء والعواطف .
والمسلم العامي يقف محتاراً بين هذه المناهج والأساليب ،
إذ كلٌ يدعي أنه صاحب الحق وغيره على الباطل ،
فكيف يعرف الحق وأهله ؟
إذن فالكلمة لها قيمة ولها آثار وتبعات .
💥أهمية الكلمة في الإسلام 💥
الكلمة أمانة :-
يسأل عنها الإنسان يوم القيامة سواء بالكلام أو الكتابة ،
وفي هذا السياق يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه :-
«إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه ؛
فإن ظهرت المصلحة تكلم ،
وإن شك لم يتكلم حتى تظهر ».
فكم من أسر تفككت بسبب كلمة قالها الزوج أو قالتها الزوجة ،
وكم من علاقات اجتماعية كعلاقة الصداقة تهدمت بسبب كلمة ،
وأعظم من ذلك كم من حروب نشبت بين الدول والجماعات بسبب كلمة قيلت هنا أو هناك ،
ولذا في كل الأحوال كان الصمت أبلغ من الكلام في توصيل الأفكار والمشاعر والأحاسيس للطرف الآخر ،
والصمت صفة جليلة في الشخصية الإنسانية تدل على رجاحة العقل واتزان الشخصية ، امتلاك الإنسان لسانا يتكلم به أو قلما يكتب به لا يعني أن يطلق العنان لهما في كل شيء ،
و قديما قيل :-
« لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك ».
نعم ،
الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام ،
يصعب أحيانا تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة ،
وفي تراثنا الإسلامي قيل قديما إن الصمت إجابة رائعة لا يتقنها الآخرون ،
وأفضل ما قيل عنه نذكر ما قاله سيدنا محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم :-
« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ».
ويقول الإمام الشافعي رضي الله عنه :-
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف .
وفيه أيضا لصون العرض إصلاح .
💥الكلمة في حياتنا :-
في زماننا هذا ،
ما أكثر من يتكلمون على المنابر ،
ويكتبون في الجرائد جاعلين من أنفسهم أوصياء على المجتمع وقضاياه ،
كلامهم لا يرد ،
و كتاباتهم في أعمدة الجرائد يوميا حكم ومواعظ يتكلمون ولا يسمعون ويكتبون ولا يقرأون ، يهدمون المجتمع من حيث لا يشعرون و يزرعون الفتن والانقسامات والكراهية بين الأفراد والجماعات من حيث لا يعلمون ،
والبعض منهم لغرض في نفس يعقوب !
وفي كل الأحوال هي ثقافة اكتسبوها تجعل من الحوار لديهم يسير في اتجاه واحد .
💥الكلمة في حياتنا الإجتماعية :-
تعالوا معي نطبق هذا الكلام على بعض المواقف من حياتنا الاجتماعية
أ- في الأسرة :-
نجد الآباء هم الذين يوجهون النصائح والمواعظ إلى الأبناء ،
الذين عليهم أن يسمعوا فقط . ب- في المدرسة :-
المعلم هو الذي يلقن ويشرح والطلاب يسمعون ولا يسمح لهم بالإجابة إلا عند السؤال .
ج – في مواقع العمل :-
المدير هو الذي يتكلم وعلى الموظفين أن يسمعوا فقط ،
وقس على ذلك بقية المواقف في حياتنا الاجتماعية .
💥مما سبق يتضح لنا :-
ما أحوجنا في هذا العصر إلى التماسك والتآلف ،
وأن نمسك ألسنتنا
و أقلامنا عن جوارح اللسان و مزايدات الأقلام التي تباعد ولا تقارب وتهدم ولا تبني !
أحبتي في الله 
هيا نبدأ معا قبل دخول أيام الحج المباركة ويوم عرفة الذي ننتظره بشوق نجعلها بداية
كي نجعل كنترول لكل منا علي كلامه .
ويكون شعارنا جميعا
لنقل خيراً أو نصمت .
نحبكم في الله
لا تنسونا من صالح الدعاء.
أثر الكلمة في حياتنا
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار