المقالات

أحد أئمة الشافعيين بخراسان

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن أحد أئمة الشافعيين بخراسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن الإمام الماسرجسي هو أبو الحسن محمد بن علي بن سهل بن مفلح الماسرجسي، وهو ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري شيخ الشافعية في عصره سمع وروى، وهو أحد أئمة الشافعيين بخراسان، وأعرفهم بالمذهب وترتيبه وفروع المسائل، تفقه بخراسان والعراق والحجاز، والماسرجسي هذه النسبة إلى ماسرجس، وهو اسم لجد أبي علي الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري، كان نصرانيا فأسلم على يد عبد الله بن المبارك، وأبو الحسن الفقيه المذكور ابن بنت أبي علي المذكور، فنسب إليه، ونسبة الكل إلى ماسرجس المذكور، وقال الحاكم كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه، صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر.

ولزمه وكان معيد أبي علي بن أبي هريرة وهو صاحب وجه في المذهب وعليه تفقه القاضي أبو الطيب الطبري وسمع من خاله المؤمل بن الحسن بن عيسى وسمع بمصر من أصحاب المزني ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، وقال أبو عبد الله الحاكم بن البيع عقد له مجلس الإملاء في دار السنة في رجب سنة احدى وثمانين وثلاث مائة، وتوفي سادس جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين وثلاث مائة وعمره ست وسبعون سنة، وفي النهاية هناك رأي للعلماء فيقولون أما نحن فإن كنا لا نفهم قول النقاد ولغتهم العلمية وأسلوب تعليلهم بالتفرد وبالمخالفة فكيف نعلم استقلالا بوجود العلة أو عدمها أو أن الثقة لم يهم ولم يخطئ في الحديث الذي نقله عمن فوقه، ونحن لا ندري ما الذي في الأصول التي يعتمدها النقاد.

وفي الواقع نحن عالة على النقاد القدامى، وعن طريق المتأخرين وقفنا على نصوص هؤلاء النقاد وأعمالهم النقدية، وباحتكاكنا مع هذه النصوص وبقدر انسجامنا معها نستوعب هذا العلم العظيم ونفهم لغة المحدثين ونطبق قواعده كما طبقوها، ونحن إذ نقوم بتخريج الأحاديث ونحاول معرفة مدار رواياتها فإننا نعتمد في ذلك كله على المراجع المتوفرة اليوم، مطبوعة كانت أو مخطوطة، وكم فاتنا من المصادر التي دونها السابقون؟ وأين مسند الإمام يعقوب بن شيبة الذي لم يكمل منه إلا ثلاثون مجلدا؟ وأين مسند الإمام الماسرجسي الذي يبلغ ألف جزء، وكيف نقف على المسانيد الأخرى التي فقدت؟ وتقول العلماء ونحن إذا قمنا بتخريج حديث بكل ما أوتينا من قوة ثم قمنا بمقارنة ذلك.

بما أورده الدارقطني في علله تبين لنا بشكل واضح مقدار عجزنا ومدى علمنا، وجزمنا بأننا عالة على الأئمة القدامى ومع ذلك قد يستدرك الباحث على الناقد بما رواه لاحقه وهما، وهذه مصيبة أخرى.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار