دنيا ودين

أحكــام فقهيـة في صلاة العيديـن

جريدة موطني

أحكــام فقهيـة في صلاة العيديـن

بقلم: محمد الدكروري
تحرير: حمـادة غالـي
ذكـرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أحكام صلاة العيدين، وقيل هل يجوز للمسلم أن يتخلف عن صلاة العيد بدون عذر، وهل يجوز منع المرأة من أدائها مع الناس؟ فيجب أن نعلم أن صلاة العيد فرض كفاية عند كثير من أهل العلم، ويجوز التخلف من بعض الأفراد عنها، ولكن حضوره لها ومشاركته لإخوانه المسلمين هى سنة مؤكدة لا ينبغي تركها إلا لعذر شرعي، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة العيد فرض عين كصلاة الجمعة، فلا يجوز لأي مكلف من الرجال الأحرار المستوطنين أن يتخلف عنها، وهذا القول أظهر في الأدلة وأقرب إلى الصواب، وأيضا يسن للنساء حضورها مع العناية بالحجاب والتستر وعدم التطيب، وذلك لما ثبت في الصحيحين.

عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت ” أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى” رواه البخارى، وفي الرواية الأخرى فقالت إحداهن يا رسول الله لا تجد إحدانا جلبابا تخرج فيه فقال صلى الله عليه وسلم ” لتلبسها أختها من جلبابها “رواه الامام احمد، وأما التخلف عن صلاة العيدين، فقد اختلف فيها أهل العلم على ثلاثة أقوال الرأى الأول هو أنها واجبة على الأعيان، وهذا هو الصحيح عند الحنفية، وقد قال الكاساني، والصحيح أنها واجبة، وهو قول أصحابنا، وقد استدلوا على ذلك بمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها من دون تركها ولو مرة، وأنه لا يصلى التطوع بجماعة، ما خلا قيام رمضان وكسوف الشمس وصلاة العيدين.

فإنها تؤدى بجماعة، فلو كانت سنة ولم تكن واجبة لاستثناها الشارع كما استثنى التراويح وصلاة الخسوف، وأما عن الرأى الثاني فهو أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وإلى هذا ذهب الشافعية والمالكية، وقد قال الشيرازي، أن صلاة العيد سنة، وقال في التاج والإكليل، أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وكان دليلهم على ذلك، هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للأعرابي وكان قد ذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس، فقال له هل علي غيرهن؟ قال ” لا، إلا أن تطوع ” متفق عليه، وأما عن الرأى الثالث، فهو أن صلاة العيد فرض كفاية، وإليه ذهب الحنابلة، وقال ابن قدامة في المغني، وصلاة العيد فرض على الكفاية في ظاهر المذهب، وكان دليلهم على ذلك، هو عموم قول الله تعالى “فصلى لربك وانحر”

ولمداومة الرسول صلى الله عليه وسلم، على فعلها، ولأنها من أعلام الدين الظاهرة، ولا شك أن هذا يدل على تأكيد خروج الرجال والنساء لصلاة العيدين ليشهدن الخير ودعوة المسلمين.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار