أفكار بصوت مرتفع
المعركة فوجدوا الجثث ممثل بها لدرجة أنهم لا يستطيعوا التعرف عليها فجثة الأمام الحسين عليه السلام روحي فداه مقطعة اليدين والقدمين ولا يوجد بها رأس والرماح مزقت جسده الشريف لذلك هم لم يستطيعوا دفن الجثث الا بعد معرفة هوية الشهداء ..
هناك رواية تقول أن الأمام الرضا عليه السلام قال (لا يدفن ويغسل الأمام الا أمام مثله )
والكثير من الناس يسأل منذ ذلك الوقت ولحد وقتنا الحاضر أن كان الأمام زين العابدين مقيد وكان مع السبايا في الشام فكيف تولى دفن الأمام الحسين عليه السلام وباقي الشهداء من أهل بيته وأصحابه عليهم السلام والتساؤل الأخر كيف وجد الأمام السجاد زين العابدين في مكانين وهنا تكمن المعجزة والمعجزة هي خرق الأسباب وتجاوز المنطق لذلك لا نستبعد وجود الأمام السجاد عليه السلام في مكانين أو بمعنى أصح طويت له الأرض من أجل يغسل ويكفن ويدفن والده ونجاته من الحرب بمعجزة ولأرادة الهية كي يكمل الرسالة الأسلامية وليكون باقي أولاد ال بيت محمد صلوات الله وسلامه عليهم من نسله الطاهر تقول الروايات وجد على أرض المعركة بعد ان أنتهت فتعرف على هويات الجثث الطاهرة وغسلها وكفنها ودفنها بمساعدة بني أسد …
ودليل وجوده في مكانين تؤكده الرواية الصحيحة عن الأمام الرضا وكذلك هناك أدلة واضحة مثلا من دفن الأمام الكاظم عليه السلام والأمام الرضا عليه السلام في المدينة ومن دفن الأمام الامام الرضا عليه السلام والأمام الجواد عليه السلام بالمدينة والبعض يشكك في تلك المعجزات ويصدق معجزات النبي موسى عليه السلام عندما تحولت عصاه الى ثعبان تلقفت ما صنعوا السحرة وكذلك رميه لخشبة على حجر فأنفلق الحجر وخرجت منه عيون الماء وغيرها من معجزات الأنبياء التي حدثت في الفعل والمعجزات تحدث مع الأنبياء والأئمة أما من يقول أن ذلك لا يمكن للعقل تصديقه وتقبله فالمعجزات هكذا تخطت حدود الممكن والمعقول لكنها حدثت وهذا كله وارد بروايات مضبوطة وصحيحة وموثقة في الكتب ونقلها لنا رجال دين ثقات من على منبر الحسين عليه السلام المقدس ولمن يريد الأطلاع الكتب موجودة أما من لا يريد التصديق فهذا شأنه.
و عن مكان دفن الرأس الشريف للحسين عليه السلام فهناك روايات كثيرة تجاوزت العشرون رواية فهناك رواية تقول الرؤؤس دفنت في عسقلان وهناك روايات تقول أنها دفنت في الشام في مسجد الرؤؤس وهناك روايات تقول دفنت في القاهرة في مصر وهناك روايات تقول انها دفنت في النجف في مسجد الرؤؤس وهناك رواية تقول انها موجودة في خزائن الامويين محنطة بطريقة بدائية لكن أصدق رواية هي أنه عندما ذهب السبايا الى الشام ومعهم الأمام السجاد عليه السلام كان هناك عزاء مقام لسبعة أيام في بيت يزيد لعنه الله لأنه صار أمام الأمر الواقع فصوت النحيب والنواح صارت تخرج حتى من داخل بيته
قال يزيد الملعون دنيا وأخرة للأمام السجاد عليه السلام أننا سنرجعك الى كربلاء أنت والسبايا ونجعلك قائدا على قافلة عائلتك ثم قال يزيد لعنه الله الى الأمام السجاد عليه السلام هل لك طلب أخر فقال له الأمام علي بن الحسين الأمام السجاد عليه السلام أريد رأس أبي وباقي رؤؤس أهلي اعيدها الى كربلاء وكذلك هناك أمور تعود لجدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام نهبت ولها قدسية واعتزاز عندنا نريدها أن تعود الينا فقال له يزيد لعنه الله لا أستطيع ارجاع ما سلب منكم أما الرؤؤس فسوف ارجعها لكم لتعودوا بها الى كربلاء فطيبت الرؤؤس فعلم الأمام السجاد عليه السلام عليها وعاد بها الى كربلاء وقام بدفنها مع الأجساد الشريفة .
أن الدنيا كانت تغلي في كل مكان عند انتشار خبر استشهاد سيد الشهداء الأمام الحسين والأمام العباس عليهما السلام واهل بيتهم واصحابهم فعندما وصل خبر واقعة الطف الى المدينة أصبح الناس يسمعون الأنين من كل مكان ومن كل بيت وصار كل الناس رجالا ونساء يبكون حزنا مما سمعوا فوصل الخبر الى الصحابي جابر الأنصاري الذي كان قد منع الأمام الحسين عليه السلام من الذهاب الى كربلاء وعندما رأى أن الأمام عقد العزم للذهاب ودعه والدموع تملأ عينيه و عرف عن جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي النبي أنّه أول زائر للحسين، فقد وصل كربلاء في الأربعينية الأولى لشهادة الحسين في سنة 61 هـ ق.
أن ال البيت عليهم السلام هم حبل من النور يمتد من الأرض الى السماء وقبورهم شواهد للعزيمة والطهر والتوحيد والنضال والأباء والشموخ والأيثار فنحن عندما نزور قبورهم لا نزور أجساد أكلها التراب بل نزور مبدأ وصدق ودين وايمان ونور قال تعالى(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )فأينما دفن أي جزء منهم يكون نبراس للهداية وامتداد لنور ومعلم من معالم التضحية والاباء والعطاء الذي قل نظيره للنبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
أن ال بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بالرغم مما يملكون من صبر لا حدود له وشموخ وايثار الا أنهم خلقوا بعاطفة كبيرة جدا بحكم نقاؤهم وطهرهم لذلك الام الحسين عليه السلام على أولاده وأصحابه وهم يستشهدون أمامه جعلته يموت موتا بطيئا قبل أن يستشهد وكذلك بعد عودة الأمام السجاد عليه السلام الى كربلاء ومعه الرؤؤس والحزن الذي كان يكابده ومعه السيدة زينب عليها السلام و السبايا جعله يمرض ويقضي عمره عليلا دائم الصلاة والسجود والذكر لوالده الحسين عليه السلام وظل (٢٥ )سنة يبكي كلما جاؤا اليه بالطعام ويقول أكل وأشرب وأبي استشهد مظلوما عطشانا حتى خرجت على خدوده أخاديد ويعتبر الأمام السجاد عليه السلام من ضمن ثلاث شخصيات ظهرت على وجوهها أخاديد من شدة البكاء وهذ الشخصيات هي نبي الله يعقوب عليه السلام من شدة بكاؤه على ولده النبي يوسف عليه السلام والنبي ادم عليه السلام من شدة بكاؤه وشوقه للجنة وكذلك الأمام السجاد من شدة بكاؤه على والده واهل بيته الأطهار عليهم السلام .
كذلك نود في هذا المقال أن نوضح بعض الأمور الأليمة التي أساءت لرسالة الحسين السامية التي أعطى دمه من أجلها اذ بذل الحسين دمه من أجل كرامة الأنسان ودينه وفكره لكننا نجد الكثير من الناس يذل نفسه من أجل لقمة تقدم بثواب سيد الشهداء الحسين عليه السلام ونشاهد مراهق يضرب ورجل يذل وطفل يهان وهذا ما لا تتقبله نفوسنا وغيرتنا على عقيدتنا فتوزيع الطعام يجب أن يكون منظم وهذه المسؤؤلية تقع على عاتق من ينظم هكذا أمر ومن يطبخ الطعام لكن هذا التنظيم أصبح حلما للأسف كذلك من الأمور المزرية التصوير الذي يتم لهكذا حالات وكأن الناشر يريد أن يوصل فكرة سيئة للناس وللحاقدين والمتصيدين بالماء العكر لأن العيب ليس على الناس فقط بل على الموزع والذي يطبخ والذي يشرف على ذلك .. لا نقول سوى اللهم اجعلنا شهودا يوم القيامة على من يسيء لقضية الحسين عليه السلام ولمن يصور هكذا حالات شاذة لا تتقبلها حتى العين.
كذلك هناك أمر موجع اخر وهو اللقطات التي تنشر على وسائل التواصل لناس ترقص عند الأضرحة الشريفة للأمام الحسين والأمام العباس عليهما السلام لكن هناك احتمالات عديدة لهكذا تصرفات نشاز وخارجة عن المألوف وهؤلاء كما وصفهم الشيخ الدكتور المرحوم عميد المنبر الحسيني أحمد الوائلي (نعاج يرقصون على جراحنا )وهؤلاء يمثلون عدد من الأحتمالات أولها الجهل فربما هؤلاء جهلة يريدون فقط أن يستميلوا عواطف الناس لكي يفهم الجميع أن هناك من رقص عند مقتل الأمام الحسين وأخيه العباس عليهم السلام وأهل بيتهم الأطهار عليهم السلام جميعا الا وهم بنو امية لعنهم الله ولا يدركون أنه رقص على الامنا وعلى جراح الحسين المظلوم والأحتمال الأخر هو هذا مشهد لفلم كامل يجسد واقعة الطف الأليمة بمعدات بسيطة والمتصيدين بالماء العكر يقتطعوا جزء من هذا الفلم وينشر بهذه الصورة المثيرة للسخرية بدلا من اثارة الدمعة والعبرة والأحتمال الأخير أن هؤلاء مدسوسين وأنهم لم يستطيعوا ضرب الطقوس الحسينية والأساءة لها من الخارج وهذه محاولة لتشويه صورة الطقوس من الداخل بهذه الطريقة المشينة وكل هذه الأحتمالات ليست تبريرا لهكذا أفعال تجعل من تلك القضية الأليمة اضحوكة لمن هب ودب من أعداء الدين لذلك نتمنى من القائمين على تنظيم الطقوس وعلى الحكومات الحد من هكذا مناظر مقرفة .
كذلك بعض النساء للأسف نسين أن جبل الصبر السيدة زينب عليها السلام قدمت أخوتها وابناء عشيرتها وظلمت وتألمت وأسرت من أجل الدين الحقيقي ومن أجل حجاب الحرائر من النساء وسترهن ولتضرب لهن أروع مثل للحياء والستر رغم كل ما مرت به من ضيم ظلت محافظة على عباءتها الزينبية وسترها وهيبتها ولباقتها في الحديث التي تخفي الألم والأوجاع والحزن نجد نساء يستعرضن بملابسهن السوداء ويستخدمن محرم للأغراء والرقص وعكسن صورة سيئة عن المرأة لكن ذلك لا يمنع أن هناك نساء قمة الوعي والستر والثقافة والدمعة الصادقة وأنهن اقتدين بأمهن السيدة زينب الحوراء المظلومة .
كذلك هناك ظاهرة غريبة اخرى وتعطي صورة غير لأئقة عن الطقوس الحسينية هي رقص بعض خدام الحسين عليه السلام عند قيامهم بخدمة الزائرين كونهم فرحين أنهم قدموا شيء رائع وخدموا أكبر عدد من الناس لذلك نتمنى الا نرى مثل هكذا امور في هذا العالم وأن يقتدي الخدام بالصحابي جابر الأنصاري الذي لم تغيب دمعته أبدا على ما حدث في كربلاء .
يجب أن نوضح أمر اخر وهو أنه مثلما هناك من يعتلون المنبر وهم غير جديرين به ويقصون قصصا عن واقعة الطف لم تحدث ويثيرون السخرية بهذا هناك رجال دين أفاضل وأجلاء درسوا وبذلوا سنين عمرهم من أجل خدمة الدين والمنبر الحسيني والقضية الحسينية لكن للأسف هناك بعض الناس لا يقدرون ذلك ويقدسون فقط الشيخ الوائلي رحمه الله وهو جديرا بكل الحب والتقدير والأحترام لكن هذا لا يمنع من وجود فطاحل من الشيخ والسادة الأفاضل الذين خدموا الحسين بضمير ومثقفين وراقين ودارسين لعقيدتهم ويعرفون كل الروايات ويروونها بصدق وحزن وشجاعة .
أحيانا نجد ناس يلطمون بقوة ونرى الكثير يضحك من هكذا حركات غير ابه بما حدث للحسين عليه السلام فلا يوجد أنسان قدم لدينه وعقيدته كما قدم الحسين قدم دمه وأولاده وأخوته وما حدث لجسده الطاهر شيء يفوق طاقة تحمل عقل النفس البشرية لذلك هناك من يفقد السيطرة على نفسه فيظل يضرب نفسه بشدة وأنا شخصيا تصيبني نوبات من الهلع عندما اقرأ الروايات مثل حمل الرأس الشريف على الرماح وتكويره كي يثبت على الرمح وبتر أصبع الأمام من أجل خاتم وغيرها من التفاصيل التي تدمر الأنسان الحقيقي .
والكثير يطالب بأنه الطقوس الحسينية لا داعي لها وأن المهم الأقتداء بال بيت النبوة عليهم السلام وهنا يجب أن نوضح أمر هام جدا أنه هناك حقيقة علمية تقول أن هناك مواضع في مخ الأنسان تتذكر الأمور الأليمة وتنسى لحظات الفرح وبالكاد تتذكرها وهذا ما أكدته الروايات التي تحدثت عن نبي الله ادم عليه السلام وقالت أن سحابة الحزن أمطرت على أدم اربعين سنة وسحابة الفرح أمطرت عليه لسنة واحدة لذلك أوقات الفرح ينساها وأوقات الألم والحزن يتذكرها لذلك كل موروثاتنا والمعلومات التي تلقيناها عن واقعة الطف منذ الصغر وحتى الأن هي من المجالس الحسينية الطاهرة وليس من الكتب لذلك يجب أن نحافظ على تلك الطقوس و تلك المجالس كي يدوم ذكر الحسين وواقعة الطف الى أبد الأبدين ..
كذلك يجب أن نوضح أمر أخر وهو أحيانا يطرق على مسامعنا عبارة الا تتطوروا الا زلتم تسألوا بعض أيكم يقدس ويحب هذه الشخصية أو تلك ومن ثم تأخذوا موقفا من بعض وهنا يجب أن نجيب أنه تحت محبتنا لهذه الشخصية أو تلك تندرج عقيدة بأكملها فالحب يعني الأقتداء ومن نحبه يكون رمزا لفكرنا فكم هو محظوظ من يقتدي بالحسين وأولاده وأبوه وجده الذين أعطوها دماؤهم وعلمهم وأرواحهم من أجل دين وفكر وعقيدة .
السلام على الخد التريب والجسد السليب والشيب الخضيب السلام على أبا عبد الله الحسين وعلى أولاده وأصحابه ما حيينا …
هناك معلومة أحب أن أوضحها وهي أنه في مقالي السابق عن الحسين عليه السلام حدث خطأ سهوا أو اشتباه بالأسماء ذكرت أن (محمد ابن الحنفيةعليه السلام ) أحد اصحاب الأمام علي وأولاده عليهم السلام لكن (محمد أبن الحنفية) هو أحد أولاد الأمام علي عليه السلام ….