قصة

أم البنات

جريدة موطنى

ام البنات 

محمود سعيد برغش

 دعاء فتاة مرفهة جدا تعيش في القاهرة

 اعتادت على حياة المدينة،

 تقدم اليها جمال زميلها الذي كان يدرس معها في الجامعة، وكان يسكن مع خاله، اثناء الدراسة وتخرجا منذ عامان وعاد الى قريته وتسلم املاكه من عمه، وكان له اخ أصغر منه يحقد عليه كثيرا اسمه ماهر، واخته إلهام متزوجة من قريب لهم،

 كان جمال يحب دعاء وهي أيضا تحبه لكن العقبة الوحيدة بينهما أنه يعيش في قريته ولا يستطيع مغادرتها فهو من أعيانها وكبير عائلته، كان يتصل بها كل يوم ، وطلب منها يزور بيت عائلتها ويطلبها للزواج، لكنها ترددت لانه سوف يتزوج في قريته وهي لم ولن تعتاد على العيش في الريف، ولكن سهم الحب اصابهما، 

 وتم الزواج، وذهبت معه إلى البيت وكان فخما مثل القصور،

 وكان ماهر يضايقها كثيرا بأفعال وكلام، و يوقع بين امه وزوجة اخيه، وكثيرا كان يحدث صراع بين أم الزوج والزوجة، لكن دعاء كانت قويه الشخصية،

 وكان ماهر والهام يتامرون عليها، ويحاولوا الوقيعة بينها وبين جمال، لكنهما فشلا في ذلك.

 كان جمال يقعد مع زوجته ويواسيها مما تعانيه منهم فتقول له لا عليك، اذهب انت الى الارض لكي تباشرها، فأنت الكبير، وانا زوجة الكبير، ويقبل رأسها ويخرج،

 وحملت دعاء ووضعت طفلتها الاولى، وحزنت أم زوجها لأن زوجته وضعت انثى وليس الذكر كالانثي، وضحك ماهر، وقال لقد انجبت انثى مثلها وضحك، اما الهام فذهبت الي اخيها لتواسيه، لكن جمال ضحك في وجهها وقال لها والله ان مريم ابنتي الصغيرة هذه افضل من عشرة ذكور،

 ورحلت وهي مكسورة لانها فشلت في خطتها،

 وذهب لزوجته وقبل ابنته،

 لكن الحياة كانت صعبة وبالاخص بعد إنجابها للطفلة الثانية،

 فقررت الرحيل الى بيت اهلها، لكنها تراجعت بعد أن ذهب 

  ماهر إلي الجيش، وهدات الامور فترة،

 وفي يوم ذهب جمال إلى القاهرة لشراء بعض التقاوي للزراعه،

 وهو عائد بسيارته اصطدم بسيارة أخرى واصيبت قدمه، واصبح عاجزا، وظهرت الاطماع من ابناء عمه في الارض والمواشي،

 وإخيه في الجيش ولا يوجد رجل يتحمل الاعباء،

 حزن جمال جدا، لكن دعاء لم تسكت بل ذهبت الى الارض وجمعت المزارعين، ووقفت معهم، إلى يوم الحصاد، لكن ابناء عمه فكروا في تعجيزها وبالفعل، خططوا لحرق المحصول، لكنها كانت اسرع منهم، قامت ببيع المحصول في وقته وعلى الارض، فذهب اليها احد ابناء عم زوجها لتطلق من جمال ويتزوجها لانها امرأة بالف رجل، فصاحت في وجه،

 وقالت حسبي الله ونعم الوكيل، وقررواالانتقام، وحرضوا اخته إلهام مقابل اعطائها بعض النقود، وهم يعلمون بمدى كراهيتها لها، فذهبت الى اخيها، وقالت له زوجتك تفعل اشياء غريبة وتصاحب ابن عمك ويخرجون مع بعض كل ليلة وانت نائم، فغضب جمال وطرد اخته واستدعى زوجته،

 وصارحها، فبكت، وقالت له أتعلم عني ذلك، قال لا والله،

 انت إمراه بالف رجل، وقبلها، واكملت دعاء عملها وكأن لم يحدث شئ، وحاولت مصاحبة اخت زوجها ونجحت،

 لكن ابن عم زوجها كان يضايقها، وجاءت اجازة ماهر،

 وعلم بما حدث من ابن عمه، وتشاجر معه لكن الاجازة انتهت دون فائدة، وكانت دعاء تحاربهم لوحدها، وهي إمرأة كانت تضعف وزوجها عاجز، وازدادت الصعوبات بعد سفر زوجها

 ليتعالج في الخارج، وكانت تحارب كل اطماع اقاربه،

 وبذلت كل جهدها لكنهم كانوا اقوى منها فاصابها اليأس،

 واخذ ابناء عم زوجها الارض، واصيبت امه بالمرض من كثرة الاحزان، وحزن اهالي القرية لكنهم يراقبون في صمت،

 املاك الرجل الطيب تنهب من أهله الذي كان يراعيهم ويعطف عليهم، وهم لاحول لهم ولا قوة، وكانهم ينتظرون معجزة من عند الله، وانتهت فترة استدعاء ماهر من الجيش، ولكنه لم يستطيع فعل شيئ هو الاخر، ومر عام على هذا الوضع

 وعاد جمال دون علم احد بعد شفائه سرا الى القرية وعلم بما حدث وما فعلته زوجته، ووقوفها امام الشر، ولكنها ضعيفة، فجمع رجال القرية بعد علمهم بوصوله وشفائه،

 وتعهدوا بوقوفهم بجانبه، وبالفعل جمعوا اسلحتهم من العصي واسلحة نارية وفؤوس، واشعلوا النيران، وذهبوا اليه وعلمت زوجته وامه وعلم اخوه، واسرع اخوه اليه، ووصلوا الي بيت ابناء عمه، ونزل اليهم وقال ماذا تريدون قال جمال املاكي، وحقي، وحق اهانة زوجتي، فأخرج مسدسه من جيبه واطلق في الهواء وقال الطلقه الثانيه سوف تكون باتجاهك انت وبعدها اتباعك، فغضب، وقال لن نرحل ومن ورائه قال اهل القريه كقوله، واطلق الطلقة الثانية موجة اليه، ففداه اخوه، واصيب في كتفه وهنا هجم اهل القرية كرجل واحد، وانهالوا عليه ضربا، لكن جمال صاح وقال كفى كفى سوف نقدمه للعدالة لن نكون مثله، وجاءت الشرطة، وقدموه للمحاكمة،

 وعاد الي بيته وامه وزوجته، واعتذر ماهر لاخيه عما بدر منه في حقه وحق زوجته وايضا اخته، وكلهم اشادوا بموقف زوجته ام البنات، المرأة التي وقفت دفاعا عن املاك زوجها وعائلته دون خوف، هكذا المرأة قوية الاراده لم تتحمل الظلم، ولم تستسلم.

أم البنات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار