إدانة قطر لا تكفي أمام استهداف الصحفيين من مافيا تدير العالم
نبيل أبوالياسين
أدانت دولة قطر اليوم، في بيان صحفي صادر عنها، اغتيال عدد من صحفيي قناة الجزيرة، من بينهم الصحفي أنس الشريف. ومن جانبه، أكد “نبيل أبوالياسين”، رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان والباحث في الشأن العربي والدولي، أن حماية الصحفيين والمدنيين تصبح ضربًا من الخيال عندما يكون من يدير العالم مافيا صهيو-أمريكية. وأضاف أن العالم بات معتادًا على مشاهدة قتل العشرات من الأطفال والنساء وغيرهم يوميًا، بالسلاح الأمريكي والغربي، في غزة على مدار عامين كاملين، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ مفضوح.
إعدام ممنهج لشهود الحقيقة في غزة
إدانة قطر لا تكفي أمام استهداف الصحفيين من مافيا تدير العالم
أكد” أبوالياسين” أن إسرائيل تواصل استراتيجيتها في إعدام الصحفيين عمدًا لإسكاتهم وطمس الحقيقة، وتقدم عادةً اتهامات واهية بأنهم جزء من حماس دون تقديم أي دليل يثبت ذلك. وقد تجسد هذا النهج الوحشي في مقتل أربعة صحفيين من قناة الجزيرة، وهم أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة. ووفقًا لشهود عيان ذكرهم “أبوالياسين”، فإن القصف استهدفهم أثناء تأدية واجبهم الإعلامي، وهو ما يؤكد أن هذا الاستهداف لم يكن عشوائيًا بل كان متعمدًا لإخفاء جرائم الاحتلال.
اتهامات واهية وتضليل متعمد
وأشار “أبوالياسين” إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر بيانًا ادعى فيه أن الصحفي أنس الشريف كان “إرهابيًا” وقائدًا لخلية في حركة حماس، ومسؤولًا عن هجمات صاروخية، بل وذهب إلى اتهامه بـ”انتحال صفة صحافي لشبكة الجزيرة”. هذه الاتهامات الواهية جاءت بعد فترة قصيرة من تحذير لجنة حماية الصحفيين والمقررة الخاصة للأمم المتحدة من أن حياة الشريف في خطر بسبب تغطيته الصحفية من غزة، حيث كان من أبرز وجوه القناة الذين ينقلون الأحداث الميدانية. هذه الاتهامات هي جزء من استراتيجية إسرائيلية متبعة لتشويه سمعة الصحفيين واغتيالهم معنويًا قبل اغتيالهم جسديًا.
رفض دولي لجرائم الاحتلال
وأبرز “أبوالياسين” ردود الفعل الدولية المنددة بجرائم الاحتلال، حيث أكدت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، أن نمط اتهام إسرائيل للصحفيين بأنهم مسلحون دون أدلة موثوقة يثير تساؤلات خطيرة حول نواياها. كما أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الجريمة الإسرائيلية البشعة، ونددت الرئاسة التركية بنهج إسرائيل في استهداف الصحفيين لمنع العالم من رؤية جرائم الإبادة. فيما أدانت الخارجية الألمانية بشدة الحادث وطالبت بتحقيق شامل وشفاف، بينما أكدت منظمة العفو الدولية أن الجيش الإسرائيلي أعدم المزيد من الصحفيين واعترف باستهدافهم.
أمريكا شريك أساسي في الجريمة
وختم “أبوالياسين” بيانه الصحفي بالتأكيد على أن أمريكا نجحت في لجم العالم والاستخفاف به، ومدت وكيلها بكل أنواع الأسلحة للقتل والدمار، وأسكتت المنظمات الدولية والمحكمة الدولية ووقفت في وجه مذكرات الاعتقال لـ”نتنياهو “، واستخدمت الفيتو سبع مرات في مجلس الأمن. لقد كشفت غزة أمريكا بكل قذارتها ودناءتها، وأظهرت وحشيتها وكذبها وأخلاقها المنحطة، فهي شيطان أكبر تقودها الصهيونية العالمية. وأوضح “أبوالياسين” أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، رغم معارضة جيشه واحتجاجات شعبه، يواصل اندفاعه المدمر، ولكن هذا النجاح الأمريكي المؤقت سيزول، فنتنياهو المحاصر بجنونه الحربي وهوسه بالسلطة سيحترق في النهاية، وستتم محاكمة كل من دعمه وتواطأ معه أو صمت على جرائمه قضائيًا وشعبيًا.
والسؤال الذي يطرح نفسة :هل تعتقد أن المجتمع الدولي سيتحرك أخيرًا لوقف هذه الجرائم أم سيبقى عاجزًا أمام هذه المافيا؟. في ظل استمرار هذه الجرائم المُمنهجة، نستذكر مسؤولية المجتمع الدولي في تفعيل الآليات القانونية المُتاحة: من محاكمة مرتكبي جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، إلى فرض عقوبات فردية على القادة المتورطين، ودعم التحقيقات المستقلة. إن صمت اليوم ليس خيارًا أخلاقيًا أمام إبادة تُنفذ على مرأى العالم، وكل تأخير في العدالة هو تواطؤ جديد يُمهد لمزيد من الدماء.
إدانة قطر لا تكفي أمام استهداف الصحفيين من مافيا تدير العالم