المقالات

 الإهتمام بصغائر الأمور

جريده موطني

الإهتمام بصغائر الأمور

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 الإهتمام بصغائر الأمور

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فهو الذي كان من رحمته صلي الله عليه وسلم مع أعدائه في جهاده وقتاله لهم في الحرب كبير حيث أن قتال الأعداء تتحكم في النفس مشاعر الغضب على العدو، والغلظة عليه، والانتقام منه، ومن ثم ففي الحروب ربما يُقتل من لا يستحق القتل، أو يقتل بطريقة لا تليق بالإنسان، فيها تعذيب له، أو تمثيل بجثته، ومن المعلوم والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أميرا على جيش أوسرية أوصاه بتقوى الله، ونهاه عن قتل الصغار والنساء، أو الغدر بالأعداء، أو التمثيل بجثة من قتل منهم، وقال له.

 

” اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا” رواه مسلم، وقد وُجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم مستنكرا قتلها ” ما كانت هذه لتقاتل” رواه أبو داود، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته وحروبه عن قتل النساء والصبيان، وأوصى بالأسرى خيرا، فقال صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بالأُسارى خيرا” رواه الطبراني، وإن كثيرا من الناس في هذه الأيام لا يهتم بصغائر الأمور ويهتم بالأمور العظيمة التي تقع بين عينيه، مع أن في الصغائر آيات وعبر لأولى الألباب ولعل من آيات الله العظيمة التي ينكرها أو يجهلها كثير من الناس تلكم الدابة الصغيرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى وهى أصغر دابة يراها الإنسان بالعين المجردة، وهى البعوضة.

 

فقال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة ” إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها، فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين” وكان أسباب نزول هذه الآيه الكريمه وهو، ما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أن الله تعالى لما أنزل قوله “إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه” وينبعي علينا جميعا أن نهتم بفقراء المسلمين وخصوصا الأقارب ونعطف عليهم ونبرهم ونصلهم وألا ننسى أن أكثر المساعدات المقدمة لهؤلاء عادة ولهذا الصنف تمتاز بأنها موسمية تأتي غالبا في مناسبات دينية، وكونها محددة كما وكيفا مما لا يجعلها تفيء بالحاجة وتودي الغرض، وحصر المساعدات غالبا في الجانب العيني.

 

 

والأسر عادة قد يتعدد احتياجاتها، وتكون المادة الشرائية هي الأحوج في ظل ظرف راهن، وأن القطاعات الخيرية لا تتواجد في كل الأحياء، مما يجعل هذه الأسر في منأى عن المساعدة رغم الحاجة إليها، وإن الإحاطة بمثل هذه الأمور يجعل المهمة أكثر وضوحا وأقصر طريقا ليعرف القائمين على هذا المشروع الخيري الواجبات المناطة بهم، تجاه هؤلاء المعوزين والمعدومين من القاطنين في نفس المنطفة، وحتى تكون العملية أسهل في الأداء، وأبهر في النتائج، نحتاج أن نسير وفق آلية محددة نضمن بها نجاح هذا المشروع الطيب المبارك، ومن درر الأقوال أنه قال الحسن البصري ليس حسن الجوار كف الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى.

 

وقال ابن العربي في جامع أحكام القرآن ” حرمة الجار عظيمة في الجاهلية والإسلام، معقولة مشروعة مروءة وديانة” وقال النبي صلي الله عليه وسلم ” ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ” الإهتمام بصغائر الأمور

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار