المقالات

الحوافز الذاتية

الحوافز الذاتية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد وضع الله سبحانه وتعالى الحوافز الذاتية التي تجعل الإنسان يسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال المنهج الإسلامي، فهناك حوافز روحية، وذلك من خلال النصوص القرآنية والنبوية التي تحث علي ذلك فيقول الله تعالى فى سورة الأحقاف ” ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون” ويقول تعالى فى سورة الكهف ” إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ” ويقول تعالى فى سورة فاطر ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة” رواه البخاري ومسلم، وفي مجال الحوافز الدنيوية. 

 

فقد وردت أحاديث كثيرة، فمثلا في مجال الأعمال المخصوصة كالزراعة، جاءت أحاديث تجعل العمل الزراعي في الأراضي غير المملوكة سببا في التملك، وهذا الحافز يتسم مع طبيعة الإنسان المجبولة على حب المال والتملك، ومن ذلك قول النبي صلى اله عليه وسلم “من أحيا أرضا ميتة فهي له، وما أكلت العافية منه له به صدقة” رواه الدارمي، وكذلك فإن من الإصلاح هو إصلاح الوضع الاجتماعي، حيث كان الصراع الطبقي من الأوضاع الفاسدة في قوم نوح، وكان الملأ يرفضون الاستجابة لدعوة نوح عليه الصلاة والسلام بحجة أن أتباعه من الفقراء والمساكين، فلما جاء نوح عليه الصلاة والسلام دعاهم إلى التوحيد.

 

ثم أنكر عليهم فعلهم، وأما الملأ من قومي عاد وثمود فقد استخدموا البنايات العظيمة ليصدوا الناس عن عبادة الله، فلما أرسل الله هودا عليه الصلاة والسلام إلى عاد دعاهم إلى التوحيد، ثم قال لهم ” أتبنون بكل ريع آية تعبثون” وكذلك ما قام به نبى الله صالح عليه الصلاة والسلام من دعوة قومه إلى التوحيد، ثم قال لهم ” وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين” وقال أيضا والحسرة في قلبه على قومه، كما جاء فى سورة الأعراف ” فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين” أي أنه أبان عن نفسه أنه لم يأل جهدا في إبلاغهم الرسالة ومحض النصح، وأما قوم لوط فقد ارتكبوا جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. 

 

فلما جاءهم لوط عليه الصلاة والسلام دعاهم إلى التوحيد، ثم أنكر عليهم فعلهم الشنيع، كما قال تعالى فى سورة النمل ” أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون” والإصلاح في المجتمعات لا يعنى تغيير الجبال والبيوت والأشجار إلى لون غير الأول، ولا تغيير الأوجه والمناظر ولا نقل الأودية، وهكذا لا يعني التغيير في أعضاء الإنسان بالزيادة فيها أوالنقصان، لكن يعنى تغيير الشعور الداخلي في نفس الإنسان وتزويده بالمكارم والفضائل ليصبح عنصرا ولبنة ذي دور في المجتمع، والإصلاح الاجتماعي مرهون بإدراك كل فرد حقوقه وواجباته، فالمجتمع كله مسئول عنه، فإذا أدى إلى خصومة أو نزاع بين أفراد المجتمع.

 

فلابد أن يتدخل كل بقدر طاقته، نستطيع أن نشبّه الأمراض الاجتماعية بالحريق، لكن حريق لا يدمر البنيان والحجارة ولا يهدم الجبال الرواسي، ولا يقطع منابع الماء ولكن يأكل القلوب والضمائر ويهدم كل معاني الألفة والمحبة والخير في الصدور، فعلى المجتمع أن يقوم لإخماد أي نزاع ولو كان ذلك بين زوج وزوجته، وإذا كان المجتمع يطالب بالإصلاح في نزاع وقع في أسرة فكيف بنزاع أكبر فيه هدم الأسر.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار