المقالات

الدكروري يكتب عن أحوال المجتمع المصري الآن

الدكروري يكتب عن أحوال المجتمع المصري الآن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عندما ننظر إلي أحوال المجتمع الآن، نجد أن أخلاق الناس قد تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ أحداث ثورة يناير فهذا التاريخ دائما ما أتوقف عنده كثيرا لأنه ظهرت فيه ممارسات سيئة وإجرامية، كما تم فيه تنفيذ خطط ممنهجة لإفساد أخلاق المصريين وبث الفتن والكراهية وتدمير الهوية المصرية العريقة وهدم بنية المجتمع المصري القائم علي التآخي بين المسلم والمسيحي، والذي يتميز بالطيبة والكرم واحترام الكبير والجار، ومراعاه شعوره، واحترام الآخر أيا كانت ديانته أو معتقداته، والمطلوب منا جميعا الآن هو أن نحسن من أخلاقنا وسلوكياتنا، وأن نحرص علي التمسك بالسلوكيات الحميدة والراقية، وأن نتعامل مع الآخرين بأخلاقيات كريمة ونبيلة، وألا نسيء للآخرين، وأن نجب بخاطرهم، وقيل أن هناك موقف بين فضيلة الإمام الشعراوي والدكتور حسام موافي.

وهو واحد من أشهر دكاترة الباطنة في مصر والوطن العربي، ويحكي هذا الحوار الذي دار بينه وبين فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله فيقول إنه ذات مرة اتصل عليه الشيخ الشعراوي رحمه الله ليحجز للكشف في العيادة، فقال لا والله يا مولانا، أنا سآتي إلى بيتك، وبعد الكشف سأله الدكتور عن أفضل عبادة تقربه من الله، سيما أنه في أواخر عمره، فقال له الشيخ فكر أنت؟ فقال الدكتور حسام الصلاة، قال له الشيخ لا، قال الدكتور الصيام، قال له الشيخ لا، قال الدكتور العمرة، قال لا، أفضل عبادة هي جبر الخاطر، فقال الدكتور كيف يا مولانا؟ وما دليلك؟ قال الشيخ مَن ألعن ممن يكذب بالدين؟ قال الدكتور لا أحد، قال الشيخ يقول الله تعالي في سورة الماعون ” أرأيت الذي بالدين ” ماذا يفعل؟ فيقول تعالي ” فذلك الذي يدع اليتيم ” يعني يكسر خاطر اليتيم.

” ولا يحض علي طعام المسكين” ويعني يطرد المساكين، ولا يجبر خواطرهم، ” فويل للمصلين ” فجعل أمر الصلاة الأمر الثالث بعد أمرين كان فيهما جبر للخواطر، ثم يتابع الدكتور موافي أنه في يوم إجازته تذكر مكالمة جاءت من جاره يقول له “اجبر خاطر يا دكتور حاول الذهاب إلى حماتي عندك في المستشفى مريضة، اطمن عليها وطمنا ” يقول فتذكرت نصيحة الشيخ الشعراوي ” اجبر خاطرا ” وجاءت كلمة جبر الخاطر على لسان جاري، فأحسست أنه إشارة من الله عز وجل، فقررت الذهاب إلى المستشفى لأطمئن على حماته، وعندما كنت في المستشفى، شعرت بألم شديد في صدري، لقد كانت جلطة في الشريان التاجي، فأعطاني الدكتور الدواء وأنقذني من الجلطة، فلو أن تلك الجلطة جاءتني ولم أكن في المستشفى، لكنت ميتا.

فكأن الله يقول لي كما جبرت بخاطر جارك، جبرت أنا بخاطرك وأنقذت حياتك، لهذا فإنني استدعي اليوم مسئولية الأمهات والآباء لأن غرس القيم والأصول يبدأ منذ سنوات الطفولة المبكرة في البيت قبل المدرسة، والتربية علي المبادئ والاخلاق تبدأ من البيت، ومن الضروري أن أتحدث أيضا عن دور مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت والاعلام والدراما والبرامج التي تبث علي الشاشات والفضائيات، دون اكتراث بأهمية الرسائل التي تبث القيم العليا، وتعلي من الأخلاق النبيلة وقيم الشهامة والنخوة المصرية، فكثير منها، وليس كلها يقوم بتجسيد سلوكيات البلطجة والعنف والتطرف والإرهاب والفساد والجرائم، وأنني هنا اناشد الإعلام المصري علي تقديم نماذج إيجابيه ناجحة وتكريس واستعادة أخلاقيات أولاد الأصول، قبل أن تندثر من مجتمعنا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار