المقالات

الدكروري يكتب عن أعظم الواجبات وأعظم الحقوق

الدكروري يكتب عن أعظم الواجبات وأعظم الحقوق
بقلم / محمـــد الدكـــروي

إن العبادة لله عز وجل وحده لا شريك له، هي أعظم الواجبات وأعظم الحقوق وأعظم الأخلاق أن تعبده وحده أينما كنت في الشدة والرخاء في الصحة والمرض في السفر والإقامة حتى تلقى ربك لا تصل إلا له ولا تدع إلا إياه، ولا تستغيث إلا به ولا تذبح إلا له، ولا تنذر إلا له، ولا تتصدق إلا له، تقصد بأعمالك كلها وجهه سبحانه وتعالى دون كل من سواه، لأن العبادات كلها يجب أن تكون لله وحده، وكل العبادات التي أمر الله بها وشرعها لنا يجب أن تكون لله وحده، فلا يستغاث بالأموات ولا ينذر لهم، ولا يطلب منهم النصر على الأعداء ولا شفاء المرضى، ولا يطلب من الأنبياء ولا من الكواكب ولا من الملائكة ولا من الجن ولا من غير ذلك، وكل هذا يختص بالله وحده سبحانه فهو الذي يدعى ويرجى ويسأل سبحانه وتعالى، أما المخلوق الحي.

فلا بأس أن يسأل فيما يقدر عليه فيما يجيزه شرع الله المطهر بينك وبينه، كما قال الله في قصة نبيه موسى عليه السلام ” فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه” وقال تعالى ” فخرج منها خائف يترقب” أى خرج من مصر خائفا يترقب من شر الفراعنة وهذا من الأسباب الحسية التي شرعها الله لعباده، وهكذا قول الله سبحانه وتعالى” فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه” والمعنى أنه استغاثه الإسرائيلي على القبطي فأغاثه نبى الله موسى عليه السلام لأنه حي موجود قادر على المطلوب، فإذا قلت لصاحبك يا فلان أعني على إصلاح سيارتي، وهو حاضر يسمعك فلا بأس بذلك فليس هذا من العبادة، وهكذا لو قلت يا أخي أقرضني كذا وكذا من المال أو ساعدني على بناء هذا البيت وهو من خواص إخوانك القادرين تطلب منه المساعدة في شيء يقدر عليه.

فهذا ليس من العبادة أيضا ولا بأس به في الحدود الشرعية، أما أن تأتي لميت فتقول يا فلان أو يا سيدي فلان انصرني أو اشف مريضي أو نحو ذلك فهذا شرك أكبر، أو تطلب من الجن أن يغيثوك ويمنعوك من عدوك، أو تطلب من الملائكة أو من الأنبياء الذين قد ماتوا فهذا من الشرك الأكبر، أو تدعو الشمس أو القمر أو النجوم وتسألها النصر أو الغوث على الأعداء وما أشبه ذلك فكل هذا من الشرك الأكبر المخالف لما بينه الله تعالى في قوله سبحانه وتعالى ” إياك نعبد وإياك نستعين” وهذا هو توحيد الله تعالى وهذا هو الخلق العظيم خلق الرسل وأتباعهم توحيد الله والإخلاص له دون كل ما سواه سبحانه وتعالى، وهكذا طلب الهداية تطلب من ربك الهداية فأنت في حاجة إلى الهداية ولو كنت أتقى الناس ولو كنت أعلم الناس، أنت في حاجة إلى الهداية حتى تموت.

ولهذا علمنا سبحانه وتعالى في الفاتحة أن نقول في كل ركعة “اهدنا الصراط المستقيم ” في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في الفريضة غير النافلة ” اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ” وكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس وأكمل الناس هداية صلى الله عليه وسلم ومع هذا يقول في استفتاحه في الصلاة ” اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطك المستقيم” فهو صلى الله عليه وسلم يطلب من ربه الهداية وهو سيد ولد آدم قد هداه الله وأعطاه كل خير، ومع هذا يطلب صلى الله عليه وسلم من ربه الهداية.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار