الدكروري يكتب عن أول الموالي إسلاما
الدكروري يكتب عن أول الموالي إسلاما
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن أول الموالي إسلاما
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه لما دعا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دعوته إلى الإسلام، كان زيد بن حارثة من السابقين الأولين للإسلام، فكان إسلامه بعد السيده خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب، وقبل أبي بكر الصديق، رضى الله عنهم أجمعين، وهو أول الموالي إسلاما، ومنذ إسلامه، صحب زيد النبي صلى الله عليه فى وسلم، إلى أن أمره النبي صلى الله عليه وسلم، بالهجرة إلى يثرب، فهاجر زيد ونزل ضيفا على كلثوم بن الهدم، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين أصحابه، قد آخى بين زيد بن حارثة، وحمزة بن عبد المطلب، وقيل بينه وبين أسيد بن حضير، وقد شهد زيد مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وهو الذي كان البشير إلى المدينة المنورة بالنصر.
ثم شارك بعدها في غزوات أحد والخندق وخيبر، وشهد صلح الحديبية، كما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم،على المدينة حين خرج إلى المُريسيع، وقد عُرف عن زيد أنه من الرُماة المهرة، وكما عقد له النبي صلى الله عليه وسلم، اللواء في سبع سرايا، وكان أولها القَردة، ثم إلى الجموم، ثم إلى العيص، ثم إلى الطرف، ثم إلى حسمى، ثم إلى أم قرفَة، ثم عقد النبي صلى الله عليه وسلم، لواء غزوة مؤتة، وجعله القائد الأول على ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، يقاتلون عدوا من الروم والغساسنة يفوقونهم عُدّة وعتادا، فأوصى المسلمين بترتيب القادة فقال صلى الله عليه وسلم ” فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتل فعبد الله بن رواحة ” وقد صدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث قتل زيد في المعركة طعنا بالرماح، وكان ذلك في جُمادى الأولى فى السنة الثامنه من الهجره، وكان عُمره يوم قتل خمسه وخمسون سنة، وكان عندما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم، زيدا، فكان أهل مكة يدعونه زيد بن محمد، وقد زوّجه النبى صلى الله عليه وسلم، من ابنة عمته زينب بنت جحش، ثم طلق زيد زوجته زينب، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم، الزواج منها، ولكنه تردد في الزواج منها كونها زوجة سابقة لمُتبناه إلى أن جاء الوحي يأمره بالزواج منها رضى الله عنها، فنزل عليه قول الحق سبحانه وتعالى “وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفى فى نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منهن وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منها وطرا، وكان أمر الله مفعولا”
فأبطلت هذه الآية الحرج الذي كان يتحرجه أهل الجاهلية من أن يتزوج الرجل زوجة دعيه، وكما نزلت الآية الكريمه “ادعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم، وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم، وكان الله غفورا رحيما” فأبطلت هذه الآيه الكريمه التبني ذاته، فدُعي يومئذ زيد بن حارثة، ودُعي المقداد بالمقداد بن عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود، وكان الأسود بن عبد يغوث الزُهري قد تبناه، ودعي الأدعياء إلى آبائهم، وقد صدّق على ذلك قول ابن عمر رضى الله عنهما ” ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد” فنزلت ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله”