المقالات

الدكروري يكتب عن الإنسان بدون وطنه

الدكروري يكتب عن الإنسان بدون وطنه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الإنسان بدون وطنه يكون ضائعا يطوف بين البلاد، لعل إحداها تأويه من ضياعه ومن مشاعره وتخبّطاته المأساوية، ولكنه مساء لا يجد سوى نفسه مستلقيا على سرير لا يألفه وأرض لا يشعر بالأمان فيها، وهناك آداب المجلس، فإن للمجلس آداب ينبغي أن تراعي وقواعد لا بد أن تتبع، وهي تعد دليلا على الرقي والتمدن، فمن هذه الآداب أن يجلس الإنسان حيث ينتهي به المجلس، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي، وألا يتخطى رقاب الناس، ويعلو أكتافهم حتى يصل لمكان معين يريد الجلوس فيه، فعن عبد الله بن بسر قال جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعه، والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ” اجلس فقد آذيت” وإذا كان المجلس غاصا بالجالسين فيه ممتلئا بهم.

فينبغي أن يتفسحوا فيه ويوسع بعضهم لبعض حتى يسع المجلس من يقدم إليه ويريد الجلوس فيه، فقال الله تعالى فى سورة المجادله ” يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير” وإذا قام أحد من مجلسه ثم رجع إليه، فهو أحق به، ولا يجوز لأحد أن يستولي عليه، فيجلس فيه دون صاحبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا قام أحدكم من مجلس ثم رجع إليه، فهو أحق به” وكما لا يجوز لإنسان أن يقيم غيره بالقوة من مجلسه، ثم يجلس هو فيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، كما نهت الشريعة أن يجلس أحد بين اثنين إلا بإذنهما.

فقد يكونا صاحبين أو قريبين، ويحبان الجلوس بجوار بعضهما البعض، لذلك لا ينبغي أن نؤذي مشاعرهما ونفرق بينهما على خلاف ما يرغبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما” وإن هناك أيضا آداب الحوار، فالحوار في الإسلام له هدفه وقيمته، لذلك حاطه الإسلام بمجموعة من الآداب التى من خلالها يؤتي الحوار ثمرته من التآلف والتقارب، وقضاء المصالح والمنافع، فمن هذه الآداب حسن الإصغاء لمن يحاورك وعدم مقاطعته حتى ينتهي من حواره كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عتبة بن ربيعة لما جاءه يعرض عليه أمورا في مقابل ترك دعوته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل يا أبا الوليد أسمع، وظل النبي صلى الله عليه وسلم منصتا تمام الإنصات حتى فرغ من عرضه، والقصة بتمامها في سيرة ابن هشام.

وأن تقبل عليه بوجهك ولا تصرفه عنه، وألا تنهي هذا الحوار حتى يكون صاحبك هو الذي ينهيه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال محدثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم “كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها، فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه، ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه” وأن تناديه بأحب أسمائه إليه عند محاورته، فعن حنظله بن حديم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعوا الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه” وألا تتحاور مع أحد دون صاحبه، فإن ذلك يوغر صدره، ويجعل الحزن يتسلل إلى قلبه، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال ” إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار