الدكروري يكتب عن الثورات اليمينة علي أبرهه الأشرم
الدكروري يكتب عن الثورات اليمينة علي أبرهه الأشرم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه قامت في اليمن عدة ثورات على أبرهة الأشرم، في زمن حكمه الذي امتد نحو أربعين عاما استطاع أن يخمدها جميعا، وعقد معاهدات مع بعض أقيال سبأ، وتوافدت إليه الوفود من الحبشة وفارس وبيزنطة ومن غسان الشام مما يدل على المكانة والقوة التي وصل إليها، وقد عني أبرهة بالعمران، فأعاد ترميم سد مأرب الذي كان قد تصدع، ويدل على ذلك رقيم وجد عند السد، نقشت عليه كتابة تفسر كثيرا من الأحداث في حكم ابرهة، وقد خلف أبرهة على ملك اليمن ابنه يكسوم، وكان ظالما، فلما مات ملكها أخوه مسروق وكان أشد ظلما من أخيه، وفي أيامه دخل الفرس اليمن وانتهى حكم الحبشة، ولقد أثار فيل أبرهة فى الآونة الأخيرة العديد من الجدل.
وقيل أنه رفض الباحث العراقى فاضل الربيعى أن يكون أبرهة الحبشى هو الذى قد توجه أساسا لهدم الكعبة المشرفة، وبعدها تفاجأ بعض المؤمنين بأن أبرهة عندما توجه إلى مكة المكرمة ليهدم الكعبة علم بأن الفيل الذى يرد فى القرآن اسمه محمود، كأنهم يسمعونها للمرة الأولى مع أن كتب التراث الإسلامى ذكرت اسمه كلما ذكرت القصة، فكيف ذلك؟ فيحكى ابن كثير فى تفسير القرآن العظيم عن فيل أبرهة الذى كان فى مقدمة جيش ملك الحبشة لهدم الكعبة لكنه عندما وصل إلى هناك، رفض هدم المبنى المقدس فتأهب أبرهة لذلك، وصار فى جيش كثيف عرمرم لئلا يصده أحد عنه، واستصحب معه فيلا عظيما كبير الجثة لم ير مثله، يقال له محمود، وكان قد بعثه إليه النجاشى ملك الحبشة لذلك.
ويقال كان معه أيضا ثمانية أفيال وقيل اثنا عشر فيل وقيل غيره، والله أعلم، ويعنى ليهدم به الكعبة بأن يجعل السلاسل فى الأركان، وتوضع فى عنق الفيل، ثم يزجر ليلقى الحائط جملة واحدة، فلما سمعت العرب بمسيره أعظموا ذلك جدا، ورأوا أن حقا عليهم المحاجبة دون البيت، ورد من أراده بكيد، ويقول القرطبى فى تفسيره فى الجزء العشرين فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبأ جيشه، وكان اسم الفيل محمودا، وأبرهة مجمع لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن، فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب، حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال له ابرك محمود، وارجع راشدا من حيث جئت، فإنك فى بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه، فبرك الفيل، وخرج نفيل بن حبيب يشتد.
حتى أصعد فى الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا فى رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، وهنا تتجلى عظمة الله وقدرته في الانتقام من أعدائه والانتصار لأوليائه، وتتجلى هذه العظمة في حماية رب العالمين للبيت الحرام عندما أراد أبرهة الحبشي أن يهدم الكعبة، فأرسل الله عليهم جندا من جنوده وهو الطير، ترميهم بحجارة قاسية، فأردتهم في الهلاك والخزي، وفى تفسير قوله تعالى ” ألم ترك كيف فعل ربك بأصحاب الفيل” يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بأن الله ناصره كما نصر قومه على أصحاب الفيل.
الدكروري يكتب عن الثورات اليمينة علي أبرهه الأشرم