الدكروري يكتب عن الزواج وتزاوج الأفكار
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن العشرة بالمعروف بين الأزواج هي تطييب الأقوال وتحسين الأفعال والهيئات حسب القدرة، واستدامة البشر ومداعبة الأهل وتوسيع النفقة دون إسراف وقيام كل من الزوجين بما يحب أن يقوم له الآخر فيؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي، فلا يقف هدي الإسلام في العشرة بالمعروف عن حدود الأمر واعتبارها من المروءة والدين، بل يرتب عليها من الخيرية والجزاء ما يدعو للعناية بها والاهتمام، ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي مقابل ذلك تقل خيرية من تشتكي منه النساء، وفي الخبر “لقد أطاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم”
وفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وهو صلي الله عليه وسلم القائل “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” والزوجه الصالحة تكون عونا لزوجها على بر والديه فهي ترى أن أمه أولى بالبر منها لأنها تذكر سؤال الصديقة للنبي صلى الله عليه وسلم ، من أحق الناس بحسن صحابة المرأة ؟ فقال زوجها، فقالت من أحق الناس بحسن صحابة الرجل؟ فقال أمه، وإن الزواج هو علاقة تماثل في الفكر والإرادة والعمل، فالزواج يعني تزاوج الأفكار، وتزاوج المشاعر والآمال والتطلعات التي تؤدي إلى الرقي وبناء الحضارات، فحين يضطرب هذا الزواج تذهب السكينة التي هي الأساس الأول لنجاح الحياة الأسرية السعيدة، ولو تتبعنا نصوص الشريعة الإسلامية.
لوجدنا كيف حرص الشارع على الأسرة لأهميتها ولضمان سلامتها لذلك لم يتركها للناس ليقيموا قواعدها ويضعوا نظامها وأحكامها، بل تولاها سبحانه وتعالى، فوضع للزوجات منهاجا للحياة الزوجية، وطالبهن بالسير عليه وفقا لأحكامه وقواعده، فكل من الزوجين عليه أن يراقب الله سبحانه وتعالى في تعامله مع الطرف الآخر، فهو عندما يلتزم بهذه الأحكام يُرضي الله سبحانه وتعالى، وعندما يخالفها يعصي الله سبحانه وتعالى، ويتعرض لسخطه وغضبه، فنظام الأسرة موضوع للمسؤولية، ليست المسؤولية المدنية فحسب، وإنما المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، فوظائف الأسرة توصف بالحل والحرمة، وتتصل بالثقافة الإسلامية التي جاءت إسلامية ولم تكن امتدادا لتقاليد سابقة.
وإن الأمر يتعلق بكلا الزوجين، وليس مقتصرا على الزوجة فقط، وكما أن من أخلاق الزوجة وواجباتها هو الطاعة للزوج بالمعروف في كل شيء، إلا إذا أمر بما فيه معصية لله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم “إنما الطاعة في المعروف” وقوله صلى الله عليه وسلم “لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل” وقوله صلى الله عليه وسلم “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت” وأيضا التزين له بأفضل الزينة، ولبس أحسن الثياب والحُليّ، والتطيب بأطيب الطيب، فإن لم تجد الطيب فأطيب الطيب الماء، ولا تتمنع منه إذا طلبها لأن هذا التمنع قد يؤدي إلى سخط الله تعالى.
وكيف تتمنع من شيء يملكه هو وحده لا يشاركه فيه أحد سواه؟ وإذا سخط الله تعالى عليها لعنتها الملائكة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح” ولذلك آثار نفسية وصحية سيئة.