المقالات

الدكروري يكتب عن السلام وإستقرار المسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الشريعة الإسلامية عندما جاءت فقد قامت علي العدل والحق ولأن الإسلام ينشد السلام ويدعو إلى استقرار المسلمين واستقرار غيرهم، حرم على المسلمين الاعتداء بشكل عام، ويجب علي علماءنا الأفاضل في مشارق الأرض ومغاربها العمل الجاد كمؤسسات وأفراد، لتوضيح مكانة السلام في هذا الدين، فالقتال في الإسلام شرع لأمرين لا ثالث لهما، فهو يكون إما للدفاع عن الدين الإسلامي بضروراته الخمسة، أو للدفاع عن الأمن والسلام الذي يسعى الإسلام لتدعيم أركانه في المجتمعات الإسلامية، فالقتال في الإسلام شرع لرد الاعتداء أين كان مصدره، سواء جاء من دول أو جماعات متسللة خارجه عن القانون،أو أفراد امتهنوا الإرهاب ومارسوه على أرض الواقع، ومن هنا كان طبيعيا أن نطالب بتجنيد العقول والأقلام الإسلامية لتوضيح حقيقة هذا الدين السامي الداعي للسلام.

ولم يكن غريبا أن نطالب بتكثيف الدراسات لتصحيح هذه الأفكار على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، فإن كان العالم يفتقد لصوت الحق في هذه القضية، فأبناء الإسلام أيضا بحاجة للاستيعاب والتعايش مع الرؤية الإسلامية للعلاقات الإنسانية، من خلال الوقوف على موقف الدين الإسلامي السامي من السلام، وإن مكارم الأخلاق ضرورة إجتماعية عظيمة، لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ولا أمة من الأمم، ومتى فقدت هذه الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار، ثم إلى الدمار، وإنه من الممكن أن تتخيل مجتمعا من المجتمعات انعدمت فيه مكارم الأخلاق كيف يكون هذا المجتمع؟ وكيف تكون الثقة بالعلوم، والمعارف، والأخبار.

وضمان الحقوق لولا فضيلة الصدق؟ وكيف يكون التعايش بين الناس في أمن واستقرار، وكيف يكون التعاون بينهم في العمل ضمن بيئة مشتركة، لولا فضيلة الأمانة؟ وكيف تكون أمة قادرة على إنشاء حضارة مثلى لولا فضائل التآخي، والتعاون، والمحبة، والإيثار؟ وكيف تكون جماعة مؤهلة لبناء مجد عظيم لولا فضيلة الشجاعة في رد عدوان المعتدين وظلم الظالمين، ولولا فضائل العدل والرحمة والإحسان والدفع بالتي هي أحسن؟ وكيف يكون الإنسان مؤهلا لارتقاء مراتب الكمال الإنساني إذا كانت أنانيته مسيطرة عليه، صارفة له عن كل عطاء وتضحية وإيثار؟ ولقد دلت التجربات الإنسانية، والأحداث التاريخية، أن ارتقاء القوى المعنوية للأمم والشعوب ملازم لارتقائها في سلم الأخلاق الفاضلة، ومتناسب معه، وأن انهيار القوى المعنوية للأم والشعوب ملازم لانهيار أخلاقها.

ومتناسب معه، فبين القوى المعنوية والأخلاق تناسب طردي دائما، صاعدين وهابطين، وذلك لأن الأخلاق الفاضلة في أفراد الأمم والشعوب تمثل المعاقد الثابتة، التي تعقد بها الروابط الاجتماعية، ومتى انعدمت هذه المعاقد أو انكسرت في الأفراد لم تجد الروابط الاجتماعية مكانا تنعقد عليه، ومتى فقدت الروابط الاجتماعية صارت الملايين في الأمة المنحلة عن بعضها مزودة بقوة الأفراد فقط، لا بقوة الجماعة، بل ربما كانت القوى المبعثرة فيها بأسا فيما بينها، مضافا إلى قوة عدوها، وإذا كانت الأخلاق في أفراد الأمم تمثل معاقد الترابط فيما بينهم، فإن النظم الإسلامية الاجتماعية تمثل الأربطة التي تشد المعاقد إلى المعاقد، فتكون الكتلة البشرية المتماسكة القوية، التي لا تهون ولا تستخذي.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار