المقالات

الدكروري يكتب عن اليقين هو الإيمان

الدكروري يكتب عن اليقين هو الإيمان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن أحب الأعمال إلى الله هو الإيمان الذي لا ريب فيه ولا شك فيه، وهو الذي يوصل صاحبه إلى درجة اليقين، فلذلك كان حقا أن اليقين هو الإيمان، وهو الدين كله، ويشهد لذلك أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما وعد من شهد أن لا إله إلا الله بالجنة وأن يحرمه على النار، جعل ذلك مقترنا باليقين كما هو مقترن بالإخلاص، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في قصة غزوة تبوك عندما اشتد الأمر على الصحابة رضي الله عنهم، فأرادوا أن يذبحوا جمالهم ليأكلوا منها، فقال عمر رضي الله عنه، يا رسول الله لو جمعت الطعام الذي عند المسلمين ثم دعوت الله تبارك وتعالى فيبارك الله تعالى فيه، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشورته، فبارك الله لهم في طعامهم وتزودوا جميعا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد مستيقنا بهما غير شاك إلا دخل الجنة ” وإن من ثمرات الوفاء بالعهد هو الفوز بالنعيم المقيم في الجنة، حيث يقول تعالى فى سورة الرعد ” أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا إبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار، جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم.

” اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا أئتمنتم وأحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم” رواه أحمد، ويحكى أنه كان هناك أحد الحطابين يعيش في كوخ صغير، ويعيش معه طفله الصغير وكلبه الوفي، وكان هذا الحطاب معتادا على الخروج لجمع الحطب كل يوم مع شروق الشمس، وكان يترك طفله الصغير في رعاية الله، ثم حراسة الكلب الخاص به، وكان الحطاب يحب هذا الكلب كثيرا ويثق به، كما كان الكلب يحبه أيضا ويفي له دائما، خرج الحطاب حتى يجمع الحطب كعادته، وبينما هو عائد في طريقه سمع الكلب وهو يصيح وينبح نباحا عاليا على غير عادته، فأسرع الحطاب في المشي وعاد سريعا حتى اقترب من الكلب، والذي كان ينبح بطريقة غريبة وكان وجهه ملطخا بالدماء، شعر الحطاب بالذهول.

وأيقن أن الكلب قد قام بخيانته، وأنه قد قضى على الطفل الصغير وقام بأكله، انتزع الحطاب الفأس الخاص به من على ظهره، وضرب الكلب بين عينيه ضربة واحدة، وقضى عليه، ثم دخل الرجل إلى الكوخ، وبمجرد دخوله تسمر بمكانه، وامتلأت عيناه بالدموع وشعر بالحزن الشديد، جثى على ركبتيه، حيث رأى أن طفله الصغير يلهو ويلعب على السرير، وبجانبه حيّة ضخمة ملطخة بدمائها، وعرف وقتها الحطاب أن الكلب كان وفيا له وأنه قد افتداه وطفله الصغير بحياته، ثم ندم على تسرعه، وحزن على قتله لهذا الكلب الوفي الذي كان ينبح فرحا على أنه قد أنقذ الصغير من الأفعى، وكان ينتظر من الحطاب أن يفرح بما فعله ويشكره، ولكنه قتله بدون تفكير أو تروي.

الدكروري يكتب عن اليقين هو الإيمان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار