المقالات

الدكروري يكتب عن بلغت الفواحش مداها

جريدةموطني

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد اعلملوا بأن قوة

أي مجتمع وسلامته إنما هي في قوة العلاقة والترابط بين أفراده، فإذا كانت علاقة أفراد

المجتمع بعضهم ببعض علاقة حب وتعاون على الخير ازدهرت حياة المجتمع واستقرت

أموره، وإذا كانت العلاقة علاقة مصالح محضة وعلاقة أنانية فإن هذا يعود على المجتمع

بالتفرق وذهاب الريح، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم”المؤمن للمؤمن كالبنيان

يشد بعضه بعضا” رواه البخاري ومسلم، وموضوع التكافل الاجتماعي نحن مأمورون

بإحيائه والعمل به؛ أولا لإرضاء ربنا عز وجل وما يترتب على هذا من ثواب عظيم

في الدنيا والآخرة، وثانيا لحفظ أنفسنا وإخواننا ومجتمعاتنا من التمزق وانتشار

الرذائل والجرائم.

 

والناظر في الانحرافات والجرائم المنتشرة في المجتمع يرى أن العامل الأساسي

المشترك بينها هو غياب التكافل الاجتماعي وغياب إحساس المسلمين بعضهم ببعض، لهذا حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كثير من أمور التكافل الاجتماعي التي تحفظ المجتمع وتمنع من استفراد الشيطان ببعض أفراده، فعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض” رواه أحمد، وإنا في عصرنا الذي نعيش فيه قد بلغت الفواحش مداها، ونقلت أخبارها ومقدماتها، وتنوع الإغراء إلى فعلها والمفاخرةِ بها عبر الإعلام الفاسد، وبلغت الجرأة بأهل الفواحش والشذوذ ذكورا وإناثا أنهم يسجلون مغامراتهم في الزنا والسحاق وعمل قوم لوط في قَصص وروايات.

فيكرّمون بسببها، ويُمنحون عليها الجوائز، ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ” إنما أنا بشر وإنما يأتينى الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضى له فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هى قطعه من النار فليحملها أو يذرها” رواه البخارى ومسلم، ولقد بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصراط المستقيم، والهدي القويم، وأمره أن يبين للناس ما يحل لهم، وما يحرم عليهم، فيقول الله تعالى ” الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراه والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث” فقال ابن كثير ” وقال بعض العلماء كل ما أحل الله تعالى، فهو طيب نافع فى البدن والدين، وكل ما حرمه، فهو خبيث ضار في البدن والدين”

فالحرام لا يأتى بخير، وإن كان له بريق، والتحسين إنما يكون بالشرع، لا بالعقل المحض، الذي زين لبعض الناس شرب الخمر، فاستحلوا ما حرم الله، فهل وصل الأمر ببعضنا إلى أن يستوى عنده الحلال والحرام، فلا يميز بينهما؟ فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام” رواه البخارى، وإن الجسد الذى ينبت من الحرام، تنتظره النار يوم القيامة، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “إنه لا يربو لحم نبت من سحت، إلا كانت النار أولى به” رواه الترمذى، ويقول صلى الله عليه وسلم “إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة” رواه البخاري.

عه

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار