الدكروري يكتب عن تدمير الأخلاق ونشر الرذائل
الدكروري يكتب عن تدمير الأخلاق ونشر الرذائل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن العبد المؤمن يستمد أخلاقه من عقيدته، وإن العقيدة في جوهرها والعبادات في حقيقتها أسس قوية لإشادة بنيان خلقي يقوم على صدق الإيمان واليقين، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى الإخلاص في عبادة ربه يحدد لنا معالم رسالته فيقول “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فالدين كله منهج للأخلاق في شتى الروابط والصلات، والأخلاق هي الدين بكل ما فيه، وليست خارجة عنه أو زائدة عليه في قليل أو كثير، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت “كان خلقه القرآن” وكفانا هنا أن نعلم ما يوحي به قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” من دلالة على عظم شأن الأخلاق وأنها قد تؤهل صاحبها لأعلى مكانة وأرفع منزلة.
ولكننا عندما ابتعدنا عن الأخلاق وعن الإسلام والعقيده وانشغلنا بوسائل الإتصالات الحديثه أتي إلينا الضرر والفساد من كل جانب وإن من الأضرار التي تنقلها وسائل الإتصالات الحديثه والشبكة العنكبوتية أيضا هو نشر الكفر والإلحاد وزعزعة العقائد والتشكيك فيها عن طريق بث الشكوك والشبهات، حول دين الله تعالى، وكتابه الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل عن طريق نشر الأفلام المخلة الهابطة، والصور الخليعة الماجنة، وفتح المجال في الدخول إلى غرف الشاشات والدردشة، والغرق في أوحال الدعارة والفساد، والتجسس على الأسرار الشخصية، مما أثر ذلك في انتهاك حرمات المسلمين، ووقوع الكثير من الفتيات في شباك أصحاب القلوب المريضة.
الذين استغلوا ضعفهن في ابتزازهن، وانتهاك أعراضهن، مما أودى بكثير من البيوت إلى الانهيار والخراب، وأيضا التقليد الأعمى للغرب وهذا واقع حال كثير من المسلمين بتأثرهم بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” قيل يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟ ” متفق عليه، وأيضا من الأضرار هو إهمال جانب الصلاة وضعف الاهتمام بها وهذا مشاهد فيمن يجلس الساعات الطوال يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية، وكذلك الوقوع في براثن أهل الفكر الضال والتأثر بهم عن طريق تلك المواقع التي تبث الفتن.
وتوقع العداوة، وتنمي الأفكار الضالة المنحرفة عن منهج الله عز وجل، وإن هناك من يجلس الساعات الطوال، يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية، وكذلك الوقوع في براثن أهل الفكر الضال والتأثر بهم عن طريق تلك المواقع التي تبث الفتن، وتوقع العداوة، وتنمي الأفكار الضالة المنحرفة عن منهج الله عز وجل، ويتم التعرف فيها على أساليب الإرهاب والتخريب، والتأثر بهذا الفكر المنحرف، وإشاعة الخمول والكسل واللامبالاة وهذا ما يريده أعداء الإسلام، لكي لا يكون للمسلمين قوة ومكانة بين بلاد العالم، فكلما تملك الخمول والكسل واللامبالاة من الشاب أو الفتاة المسلمة، كلما كان ذلك أدعى ألا يستفاد منهما في شيء.
بل ربما يكونان عالة على مجتمعهما ووطنهما مما يؤدي ذلك إلى ضعف البنية الاقتصادية، والاجتماعية وانتشار البطالة وكثرة الجرائم والإصابة بالإمراض النفسية، وأيضا إضعاف مستوى التعليم وذلك بإشغال الشباب والفتيات بأبواب كثيرة من الباطل وصرفهم عن العلوم النافعة التي تعود عليهم وعلى بلادهم بالخير والنماء، وحرى بمن كان له قلب وعقل وإيمان أن يحسن التعامل مع شبكة الإنترنت العنكبوتية وألا يُفرط بالثقة في نفسه فيوقعها في الفتنة ثم يصعب عليه الخلاص منها.