المقالات

الدكروري يكتب عن زيادة الإيمان وتجديده

الدكروري يكتب عن زيادة الإيمان وتجديده

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إننا إذا بنينا الأسرة على الأساس القويم شمخ البنيان، ونجحنا في تقويم الأولاد، فنحن نكون قد حصلنا على أسرة صالحة، ومن مجموع الأسر نحصل على مجتمع فاضل تسوده المحبة، ويكثر بينهم التعاون والتناصح والتآلف والتكاتف والتكامل، وإن كل أب ترك الحبل على الغارب، وكل أم أهملت بناتها فستكون الثمرة حسب هذا الإهمال، فالله الله يا أولياء الأمور، احفظوا أولادكم من كل ما يؤثر على عقولهم وأخلاقهم من فضائيات وقرناء سوء، ووظفوا مواهبهم وطاقاتهم فيما ينفع البلاد والعباد فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل فأشغلوهم في أوقات الفراغ بما ينفعهم في عاجلهم وآجلهم واعلموا أنكم مسئولون عن أسركم وأولادكم يوم القيامة وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” 

 

وفي شعب الإيمان للبيهقى عن عطاء بن يسار أن عبد الله بن رواحه قال لصاحب له تعال حتى نؤمن ساعة قال أو لسنا مؤمنين ؟ قال بلى ولكنا نذكر الله فنزداد إيمانا” ومنها أيضا سؤال الله تعالى زيادة الإيمان وتجديده، ويدل عليه حديث، عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وعبد الله بن عمر رضي الله عنه قالا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم” رواه الطبرانى، والحاكم، وإن هناك أسباب أخرى كالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وزيارة القبور، وتأمل سيرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، والقراءة في سير السلف، والاهتمام بأعمال القلوب كالخوف والرجاء والمحبة والتوكل وغيرها، والدعوة إلى الله تعالى. 

 

والتقلل من الدنيا ومن المباحات والفضول في الطعام والكلام والنظر، وتنويع العبادة، وتذكر منازل الآخرة، ومناجاة الله تعالى والانكسار بين يديه، وتعظيم حرماته، وغير ذلك من الطاعات والعبادات والأعمال الصالحه، وإن بضد أسباب زيادة الإيمان نعرف أسباب نقصانه، فقد جاء الإسلام بالأسس المتكاملة لقيام دولة قوية يسودها العدل والرحمة واللحمة بين أفراده فعمل على تنمية المجتمع باستمرار لتجديد شبابه وبث روح الأمل في أركانه فلا تخفت شمسه ولا يهرم شبابه، وإن مفهوم التنمية في اللغة هو طلب الزيادة والبركة، والتنمية الشاملة هي التركيز على جميع مواطن الضعف في مجتمع ما، سواء كان ذلك اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا وتساهم القوى الداخلية والخارجية.

 

مجتمعة بتحقيق التقدم والتنمية في مختلف الأبعاد، والعمل على تقوية نقاط الضعف التي تعانى منها، كما تسعى إلى تفجير الطاقات الكامنة لدى الأفراد بفتح أفق الابداع والابتكار أمامهم، تأتي التنمية الشاملة للتخلص من الفقر ومعالجته، ومحو الأمية، والتخلص من البطالة بتوفير فرص العمل، لذلك فإن الأمة الإسلامية هى الأمة الوحيدة التي تملك إمكانات بلورة تنمية متكاملة متزنة فدعى الإسلام إلى التنمية الإيمانية، لأن الإيمان يجب أن ينمو باضطراد فإن لم يكن هناك نمو وزيادة في الإيمان تنعكس على التنمية الإيمانية سلبا في حياة الإنسان وسلوكه، وبالتالي يتأثر المجتمع كله، فقال تعالى فى سورة التوبة ” وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون” 

 

فزيادة الإيمان مع البشارة تعطى دفعة للعبد المؤمن لتأخذ بيده للعمل والتنمية، والنشاط المتواصل الذى يعم بالخير عليه وعلى المجتمع كما تدعو السنة النبوية الشريفة إلى التنمية الإيمانية فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “جددوا إيمانَكم قالوا يا رسول الله فكيف نجدد إيماننا قال جددوا إيمانَكم بقولِ لا إله إلا الله ” رواه أحمد، وكلما تجدد الإيمان كلما زاد النشاط فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزو سبحانه وتعالى” إذا تقرب العبد إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إليّ ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أتانى مشيا أتيته هروله” رواه البخارى، فهذه دعوى للتقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح والتنمية الإيمانية التى تعد جانبا هاما وركيزة أساسية في التنمية الشاملة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار