المقالات

الدكروري يكتب عن طفولة معاوية

الدكروري يكتب عن طفولة معاوية 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن طفولة معاوية

لقد ذكرت المصادر التاريخية أن معاويه بن أبي سفيان بن حرب قد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال ” إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه ” فقالت هند بن عتبه زوج أبى سفيان ” قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة ” وعن أبان بن عثمان بن عفان قال ” كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه ” وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، وقد قال الذهبي ” أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه. 

 

وروي عن معاوية أنه قال ” لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضاء وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت لم آل نفسي خيرا، وقال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح. 

 

فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي ” وكان رضي الله عنه يتصف بالبياض والطول، وكان أبيض شعر الرأس واللحية، كان يتصف بالحلم والوقار، والكرم والشهامة، وقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه الكثير من الأحاديث، وكان أحد كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حُنين، وأعطاه رسول الله حينها مائة من الإبل، وأربعين أوقية من الذهب، وقد شهد معركة اليمامة، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، وقد أثنى عليه الصحابة الكرام فقال فيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ما رأيت أحدا بعد عثمان بن عفان، أقضى بحق من صاحب هذا الباب، وكان عندما قَرُب أجل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. 

 

خطب بالناس، موصيا أمته، وأهل بيته، وكان رضي الله عنه في احتضاره يضع خده على الأرض، ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر، وهو يبكي ويقول ” اللهم إنك قلت في كتابك العزيز “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثم يقول، هو الموت لا منجي من الموت، وإن الذي نحاذر بعد الموت أدهى وأقطع” وقال رضي الله عنه ” اللهم أَقِل العثرة، وأعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فإنك واسع المغفرة، ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك، ثم أغمي عليه، ولما أفاق قال لأهله ” اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتقاه، ولا يقي من لا يتقي، ثم مات رضي الله عنه، وكان ذلك في دمشق، في شهر رجب سنه ستين من الهجره. 

الدكروري يكتب عن طفولة معاوية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار