مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن فطاف عليها طائف من ربك

الدكروري يكتب عن فطاف عليها طائف من ربك

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

يقول الله تعالي في كتابة الكريم في قصة أصحاب الجنة ” فطاف عليها طائف من ربك” والطائف قيل ضريب وقيل صقيع موجة صقيع في دقائق وقيل نار احرقت الجنة، لأن النية السيئه بينها وبين السلوك علاقه فلما بيت اصحاب الجنة النية السيئة عاقبهم الله فنيتهم بعدم إطعام المسكين أتلف محصولهم كله، وهكذا الجزاء من جنس العمل من اكرم الناس اكرمه الله ومن حرمهم حرمه الله ومن منعهم منعه الله، فالطائف موجود في كل عصر فطائف التجار قد يسلط الله عليهم حرائق ففي الحديث وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله “ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته” رواه البزار والبيهقي.

 

فالتجار معرضين للعقوبات مثل الضرائب ومثل الحرائق او مصادرة بعض البضائع او تاتي بضاعه غير التي اشتراها، واما طائف المزارعين فهناك فيضانات ورياح تقتلع الزروع والاشجار وهناك افات كالذباب والعناكب والحشرات والضريب او موجه صقيع، ويقول احد العلماء أنه جاءت في الغوطة وهي بلدة بسوريا، على مزارع المشمش فاهلكتها وفي احدى بلاد الشام قبل خمسين عاما جاءت موجة جراد اكلت الاخضر واليابس الا مزرعه بقيت على نضرتها وخضرتها فقال اصحاب المزارع الاخرى لماذا سلمت مزرعتك من الجراد ما السر في ذلك فقال السر في الدواء فقالوا الا تتقي الله وتخفي عنا الدواء فقال انه الزكاة.

 

وقد سئل احد العلماء هل في العسل زكاة فقال نعم فقال طيب اذا لم ازكي فقال العقاب جاهز القراد ياكل النحل والشمع، وقيل ذات مرة أن زارعي البرتقال في أمريكا أرادوا إتلافه للحفاظ على الأسعار المرتفعة، فقد خافوا من هبوط الأسعار فأرادوا إتلاف هذا المحصول، فتسلل الزنوج الفقراء تحت الأسلاك الشائكة ليأكلوا هذا البرتقال الطيب، الذي أراد أصحابه إتلافه، و في العام القادم فعلوا الشيء نفسه ولكن مع تسميم هذا المحصول لئلا ينتفع منه إنسان، فهذا هو الكافر شحيح دائما ” مناع للخير” وقيل أنه في أستراليا أيضا قبل عدة أعوام تم إعدام عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، وحُفرت الحفر ودُفن هذا العدد الكبير للحفاظ على أسعارها المرتفعة.

 

بينما هناك شعوب قد أهلكتها المجاعات، ولا يستبعد أن يكون أصحاب الأغنام في أستراليا هم أنفسهم أصحاب البقر الذي جنّ في إنجلترا، لأن العقاب كان شديدا، فقد توجب إحراق ثلاثة عشر مليون بقرة قيمتها ثلاثة وثلاثون مليار جنية إسترليني، فهذا هو الكافر، وأما عن “فاصبحت كالصريم” ويقول ابن عباس رضي الله عنهما أي صارت محترقه مثل الليل بينما الثمرة كبيرة تصغر وتنكمش ويتلف داخلها وتذبل اوراقها وتسود كانها محترقه، فسبحان الله الكريم الحنان كم من انسان امسى ونام وهو يملك ما يملك واصبح وما يملك شيئا، وكم من انسان كان يملك ثروات ولكن بسبب ذنوبه ضاع كل شي.

 

وكم من انسان كان يملك عقارات وسيارات وبسبب اكله للربا ضاع منه كل ما يملك، وكم من انسان رفض او تهرب او تفنن في عدم اخراج الزكاة وضاع ماله كله كما حصل لاهل الجنة رفض ان يعطوا ثلثها فذهبت الحديقه كلها، فالله قد يؤدبه بذهاب مقدار الزكاه وبعضهم يؤدبه بذهاب نصف ماله وبعضهم يذهب ماله كله وهذا بحسب حكمة الله الله يعلم كيف يؤدب الشخص ورد في الاثر “إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار