المقالات

الدكروري يكتب عن نشر العاطفة بين البشر والمحبة

الدكروري يكتب عن نشر العاطفة بين البشر والمحبة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

قيل أنه دخل عمير بن وهب الجمحي على النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم قبل أن يسلم عمير، فقال أنعموا صباحا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ” قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة ” وإن هذه التحية هي تحية الله لعباده، وتحية الملائكة للمؤمنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى جبريل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ” رواه البخاري ومسلم، ويؤدي السلام إلي نشر العاطفة بين البشر والمحبة وتمحي مشاعر العنف والكراهية والنزاعات التي تحدث بين الدول، وقد قام الدين الإسلامي على أساس نشر السلام والمحبة.

والسلام هو إسم من أسماء الله الحسنى وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسك بالإسلام وتعمير الأرض، وعدم تخريبها أو نشر الخوف و ترويع البشر وجعل الإنسان خليفته في الأرض وأمره بتعميرها وعدم نشر الفساد فيها مهما كان الخلاف بينه وبين الأخرين وقد تم ذكر لفظ السلام في القرآن الكريم مائة وثلاثة وثلاثون مرة، وقد قام الإسلام بتنظيم العلاقات مع البشر فلكل شخص وجهة نظره وطريقة تفكيره التي تختلف عن غيره لذلك يجب أن يحترم كل شخص رأي الأخر ولا يجعل الخلاف يفسد العلاقة، وإن لعظمة الشريعة الإسلامية وما دعت إليه فقد اقتبست منها منظمة اليونسكو بعض البنود التي تضمن حرية الإنسان وسلامته وهي أن السلام يدعو إلي ضرورة احترام جميع الكائنات الحية، وكذلك التخلي عن الأنانية وحب البشر لبعضهم البعض.

وعدم اللجوء إلي الحرب، وهو ما قام به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما عقد معاهدة بين المسلمين واليهود حيث رفض الإسلام جميع أنواع العنف والحرب وأمرنا بالتعامل بهدوء وحكمة وإعطاء النصائح حتى لا يفتح الطريق أمام الحقد والكراهية والعنف وقد دعت المنظمة إلي عقد الكثير من المؤتمرات بهدف حل النزاعات بين الدول مقتضيه في هذا المبدأ بالشريعة الإسلامية، فتحيا البشر بالسلام والحب والرفاهية لذلك فقد تم إنشاء الكثير من منظمات السلام الدولية بهدف حل النزاعات ونشر السلام في العالم بعد انتشار الحروب والاعتداءات والنزاعات بين الدول وبعضها البعض مثل المنظمة العالمية للسلام هدفها الأساسي هو نشر السلام، والحفاظ على كوكب الأرض وجميع البشر التي تعيش عليه وهي منظمة غير ربحية تتعاون مع منظمة الأمم المتحدة.

لمساعدة جميع الشعوب بالإضافة إلي هيئة الأمم المتحدة والتي تتكون من مائة وثلاثة وتسعون دولة وتدعو إلى نشر السلام عن طريق التنمية وحماية حقوق الإنسان وكذلك جامعة السلام التي تهتم بنشر السلام من خلال ما تعلمه للطلبه التي تدرس فيها، فإن السلام ليست مجرد كلمة عابرة بل هي أساس استقرار الشعوب والنهوض والتقدم، فكم من دول قد عانت من آثار وويلات الحروب وانعدمت بها الحياة بعد انعدام السلام، بل ضاعت خيراتها وتشريد أبنائها وإهدار ثرواتها، أما في حالة السلام فلا يكون إلا البناء والتعمير والنهوض بالبلد والتطوير والسير إلى الأمام نحو كل ما هو بناء، ولكونه ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتقدم الشعوب، ولقد أنهكت الحروب والصراعات كافة شعوب العالم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار