المقالات

الدكروري يكتب عن زواج نبي الله سليمان من بلقيس

الدكروري يكتب عن زواج نبي الله سليمان من بلقيس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية أن نبي الله سليمان تزوج من الملكة بلقيس بعد أن أسمت لله تعالي ودخلت الإسلام علي يد نبي الله سليمان عليه السلام، وكان نبى الله سليمان عليه السلام ينزل عليها في قصرها الذي كان في مأرب حين تزوجها فيه إذا جاءها، وكان لبلقيس حراس من الرجال الذين يؤازرونها، وبطانة من النساء، وكان عندها ثلاثمائة وستون امرأة من بنات أشراف حمير، فكانت تحبس الجارية حتى تبلغ، ثم تحدثها حديث الرجال، فإذا رأتها قد تغير لونها ونكست رأسها، عرفت أنها أرادت الرجال فسرحتها إلى أهلها، ووصلتها وزوجتها وأحسنت إليها، ولا تزوجها إلا من أشراف قومها، وإذا رأتها مستمعة لحديثها معظمة لها أطالت النظر غير متغيرة اللون ولا مستحية من الحديث.

علمت أنها تريد فراقها وأن الرجال ليسوا من بالها، وكانت بلقيس صائنة لنفسها، غير واقعة في المساوي، ولا غافلة عن المكارم، وكانت لا أرب لها في الرجل، فظلت عذراء حتى تزوجها نبي الله سليمان عليه السلام، وكان نبى الله سليمان عليه السلام رجلا مهيبا لا يبتدئ بشيء حتى يكون هو الذي يسأل عنه، فخرج يومئذ فجلس على سريره، فرأى رهجا قريبا منه، فقال ما هذا؟ قالوا، بلقيس يا نبى الله، قال وقد نزلت منا بهذا المكان وهو بين الكوفة والحيرة، ثم بعثت بلقيس لنبي الله سليمان بهديه، واختارت أربعين رجلا لم تدع في أبناء الملوك أجمل منهم ولا أعقل ولا أرشد ثقة ولا أبعد غاية ولا أعلى صوتا، وكانت الهدية التي أرسلتها لنبي الله سليمان مائة وصيف ومائة وصيفة وُلدوا في شهر واحد وليلة واحدة.

وأرسلت إليه بحُق مملوء ذهبا وفضة ودرا وياقوتا وزبرجدا وزمردا، وختمت على الحُق، وألبست الوصائف والوصفاء زيا واحدا ليُظن من رآهم أنهم كلهم غلمان، وأرسلت إليه بخيل عتاق ذكور وإناث، وقالت لرسلها مروه يخبركم بفرق بين الذكور والإناث من الخيل بعضها من بعض من غير أن يخبره أحد، ومروه أن يخبركم بما في الحق الذي لا اختلاف فيه، وإياكم أن يجيب كل واحد عن نفسه فيقع الاختلاف فيرتاب منكم، فمضوا، وجمعت بلقيس أشراف حمير فقالت خذوا في أهبّة الحرب، فجمعت الجيوش واستعدت للحرب، وقالت لقومها إن هو قبل الهدية ولم يُرد الحرب ودعا إلى الله، فهو نبي فاتبعوه، وإن هو لم يقبل الهدية ولم يعلمنا بما سألناه، فهو ملك من ملوك الدنيا حاربناه.

فما لأحد بنا طاقة، وإن كان نبيا فما لنا بالله طاقة، ولما رجعت الرسل إلى بلقيس بما قال نبى الله سليمان عليه السلام، قالت قد والله عرفت ما هذا بملك، وما لنا به من طاقة، وما نصنع بمكاثرته شيئا، وبعثت إليه إني قادمة عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك وما تدعو إليه من دينك، ثم سارت في مائة رجل وعشرين رجلا من أشراف قومها ورؤسائها وأخيارها، مع كل رجل من وجوه جنده وأفاضل أصحابه وقادة خيله مائة رجل، ثم جمعت أبناء الملوك ثم قالت معاشر حمير أنتم تلاد الله اصطفاكم من أول الدهور، وفضلكم بأفضل الأمور، وقد ابتلاكم بهذا النبي سليمان بن داود، فإن آمنتم وشكرتم زادكم الله نعمة، وإن كفرتم سلبكم النعم، وسلط عليكم النقم، فقالوا لها الأمر إليكي، وعلموا أنها شفيقة عليهم ناصحة لهم، فخرجت إلى نبي الله سليمان عليه السلام في مائة ألف واثني عشر ألفا وتركت جميع أجنادها بغمدان وبمأرب.

الدكروري يكتب عن زواج نبي الله سليمان من بلقيس

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار