المقالات

إن قول ” قال الله، وقال رسوله ” ليست محل أخذ ورد،

الدكروري يكتب عن قال الله وقال الرسول

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن قول ” قال الله، وقال رسوله ” ليست محل أخذ ورد،

بل هي محل تسليم واستسلام لأوامر الشرع، أما قال فلان، وقال فلان، فهي محل اجتهاد، إما أن نقبل وإما ان لا نقبل والنبى صلى الله عليه وسلم قال “للمجتهد المصيب أجران، وللمجتهد المخطئ أجر” ففتح النبي باب الاجتهاد ولم يغلقه، فقد أمركم الله تبارك وتعالى كما أمر به المرسلين، ولما سأل سعد ين أبي وقاص رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله أن يجعله مستجاب الدعوة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة” وقال صلى الله عليه وسلم ” والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله عمله أربعين يوما وأيما عيد نبت لحمه من السحت والربا النار أولى به” وقال صلى الله عليه وسلم ذات يوم في خطبته.

” ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمنى يومي هذا كل مال نحلته عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم” وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرام سبب لمنع قبول الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم ” إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك” إن الله تعالى إذا حرم شيئا حرم كل شيء يوصل إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعن الله اليهود حرم عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم على قوم شيئا حرم عليهم ثمنه” رواه أحمد، ويستحيل على الحكيم العليم أن يحرم الشيء ويتوعد على فعله بأعظم أنواع العقوبات.

ثم يبيح التوصل إليه بنفسه بأنواع الحيل، فقد حرم الله تعالى على اليهود الشحوم فجملوها وباعوها حيلة، وحرم عليهم صيد السمك يوم السبت فحبسوه يوم السبت، وأخذوه يوم الأحد حيلة، فعاقبهم الله وجعلهم قردة خاسئين، كما قال سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين” أما ما حرمه الله على هذه الأمة من الأشياء فهو صيانة لهم وحماية، فهو سبحانه أمر عباده بما أمرهم به رحمة منه وإحسانا وإنعاما عليهم لأن صلاحهم في معاشهم وأبدانهم وأرواحهم بفعل ما أمروا به، فهو بمنزلة الغذاء الذي لا قوام للبدن إلا به بل أعظم، وليس مجرد تكليف وابتلاء كما يظنه كثير من الناس أو إلحاق الضرر بهم، ونهاهم عما نهاهم عنه صيانة لهم وحمية عما يضرهم، فلم يأمرهم حاجة منه إليهم وهو الغني الحميد.

ولا حرم عليهم ما حرم بخلا منه عليهم أو حرمانا لهم وهو الجواد الكريم، فمن أطاع بشرا في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية واحدة، فإنما هو مشرك، خرج من الإسلام لله إلى الشرك بالله، ما دام أنه يتلقى من غير الله، ويطيع غير الله كما قال سبحانه وتعالى فى سورة الأنعام ” ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” وإن الله تبارك وتعالى يقرر في كتابه، أن الله وحده له الخلق والأمر، وله الحكم وحده لا شريك له، وأنه الذي يستحق الطاعة والعبادة وحده لا شريك له كما قال تعالى فى سورة الأعراف ” ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين”

الدكروري يكتب عن قال الله وقال الرسول

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار