المقالات

الدكروري يكتب عن الخالق المالك الرازق

الدكروري يكتب عن الخالق المالك الرازق

بقلم / محمــــد الدكـــروري

إن الخالق المالك الرازق هو الله وحده

لا شريك له، وهو الحقيق بأن تكون له الربوبية والألوهية والعبودية بلا جدال، وأن يفرد سبحانه بتحكيم شرعه فيما خلق، وفيما رزق، وفيما أعطى، وفي كل شؤون الحياة، فالله وحده هو الذي له الحكم، إذا حرم الشيء فهو حرام، وإذا أحله فهو حلال، وإذا أمر فيجب أن يطاع أمره، وإذا نهى فيجب الكف عما نهى عنه، وهو سبحانه وحده المشرع للناس، كما أنه وحده المشرع للكون فقال تعالى كما جاء فى سورة الحج” فألهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمى الصلاة ومما رزقناهم ينفقون” وإن كفر مزاولة التشريع بالتحليل والتحريم ككفر الاعتقاد وإشراك أحد مع الله في العبادة كلاهما شرك، هذا شرك في العبادة، وذاك شرك في التشريع.

وكلاهما من وحي الشيطان لا من وحي الرحمن، فكل من شرع للناس ما لم يأذن به الله من الشرك والبدع، وتحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله ونحو ذلك فهو مشرك، ومن أطاعه واتبعه فهو مشرك، فقال تعالى كما جاء فى سورة الكهف” فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربة أحدا ” وقد أقام الله سبحانه الخلق بين الأمر والنهي، والعطاء والمنع، فافترقوا فرقتين، فرقة قابلت أمره بالترك، ونهيه بالارتكاب، وعطاءه بالغفلة عن الشكر، ومنعه بالسخط، وهؤلاء أعداؤه، وفرقة قالوا إنما نحن عبيدك إن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة، وإن نهيتنا كففنا عما نهيتنا عنه، وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك، وإن منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك، فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة، فإذا ماتوا صاروا إلى النعيم المقيم.

كما أنه ليس بين أولئك وبين النار إلا ستر الحياة، فإذا مزقه الموت صاروا إلى الحسرة والعذاب الأليم، فلينظر الإنسان مع أي الفريقين هو؟ وإلى أي الدارين يسير؟ فقال الله عز وجل كما جاء فى سورة السجدة ” أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون، أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون، وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون” فسبحان العليم الذي أحاط علمه بكل شيء، ووسعت رحمته كل شيء فقال تعالى كما جاء فى سورة الزخرف ” وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله وهو الحكيم العليم” ومنه تبارك وتعالى تنزل الأوامر الشرعية على الناس بواسطة الرسل، فإذا تطابقت أفعال الناس مع أوامر الله الشرعية سعدوا في الدنيا والآخرة.

وإذا عصى الناس أوامر الله الشرعية شقوا في الدنيا والآخرة، كما قال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة طه ” فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لما حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا ” ولا بد أن نكون على يقين تام أن التحليل والتحريم بغير شرع الله هو والشرك سواء، فهو شرك مثله، فإن قضية التحليل والتحريم قضية خطيرة وأنه ليس من حق أحد أن يخترع في دين الله عز وجل بزيادة أو نقصٍ بحجة الاجتهاد، فالاجتهاد له مواضعه، والقبول لأوامر الله له مواضعه، وقد قال الإمام مالك ” كل الخلق يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر” وأشار الى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

الدكروري يكتب عن الخالق المالك الرازق

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار