أخبار ومقالات دينية

الذين يحذرون من الله وعقوبته

جريدة موطنى

الذين يحذرون من الله وعقوبته
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 15 أغسطس 2024
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد إن التقوى هي أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه، وتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما “المتقون هم الذين يحذرون من الله وعقوبته” وقال طلق بن حبيب “التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله تعالي وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله” وقال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى ” اتقوا الله حق تقاته” أي تقوى الله أن يطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر” وعرّف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه التقوى فقال.

“هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل، فاحرص يا أخي الكريم على تقوى الله عز وجل فهو سبحانه أهل أن يُخشى ويُجل، ويعظم في صدرك، والتقوى هي التي تصحبنا إلى قبورنا فهي المؤنس لنا من الوحشة والمنجية لنا من عذاب الله العظيم، فقيل دخل علي رضي الله عنه المقبرة فقال يا أهل القبور ما الخبر عندكم، إن الخبر عندنا أن أموالكم قد قسمت وأن بيوتكم قد سكنت وإن زوجاتكم قد زوجت، ثم بكى ثم قال والله لو استطاعوا أن يجيبوا لقالوا “إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى” والتقوى هي خير ضمانة نحفظ بها أولادنا ومستقبل أبناءنا من بعدنا، وتأملوا عباد الله كيف أن الله سبحانه سخر نبيا هو موسى عليه السلام ووليا هو الخضر عليه السلام لإقامة جدار في قرية بخيلة فاعترض موسى عليه السلام.

ثم يخبر الخضر عليه السلام سبب فعله بالغيب الذي أطلعه الله عليه في هذا الأمر فيقول ” وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا” وقال ابن عباس رضي الله عنهما حفظا بصلاح أبيهما و كان الأب السابع والله أعلم، وكما أن التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين، حيث قال الله تعالى ” ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ” وقال الإمام القرطبي رحمه الله الأمر بالتقوى كان عاما لجميع الأمم، وقال بعض أهل العلم هذه الآية هي رحى آي القرآن كله، لأن جميعه يدور عليها، فما من خير عاجل ولا آجل، ظاهر ولا باطن إلا وتقوى الله سبيل موصل إليه ووسيلة مبلغة له، وما من شر عاجل ولا ظاهر ولا آجل ولا باطن إلا وتقوى الله عز وجل حرز متين وحصن حصين للسلامة منه والنجاة من ضرره.

فالتقوى أصلح للعبد وأجمع للخير، وأعظم للأجر، وهي الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، الكافية لجميع المهمات، وكما أن التقوى هي وصية النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لأمته فعن العرباض بن سارية قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فوعظنا موعظة بليغة زرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فقال “أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة” وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها”.

الذين يحذرون من الله وعقوبته

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار