قصة

الضابط و اللص

جريدة موطنى

الضابط واللص 

محمود سعيد برغش 

____________

فتحي ضابط شرطة ، يسكن في أحد العقارات بالإيجار ، والعقار مكون من طابقين فقط ، فتحي متفوق جداً فى عمله ، متزوج ويحب زوجته ، ولم ينجب بسبب مرض زوجته ، وعلم أن العقار الذي يسكن فيه ، قد بيع لشخص آخر ، فحاوره هاجس بأن المالك الجديد قد يحتاج الشقة ، فطمئنته زوجته بأنه لا يفكر فى ذلك ، فى الوقت الحالي ، لأنه يفضل أن تكون إبنته برفقتهم ، وكانت الإبنة تحترم الرائد فتحي جدا ً ، لما تسمع من زوجته عن بطولاته ، وحتى صارحت برأيها فيه ذات مرة ، فهى تتمنى الزواج برجل ، ذو شخصية مثل هذا البطل ، فضحكت الزوجة لصراحتها .

          كان الرائد فتحي يهابه اللصوص ، وقد كلف بقضية سرقة آثار ذهبية ، وتم إخفاءها ببطن الجبل ، تمهيداً لتهريبها خارج البلاد ، وبالفعل جمع المعلومات ، عن طريق التحريات ، ووصل إلي كهف فى أدغال الصحراء ، دائماً يتم إجتماع فيه أفراد العصابة ليلاً ، وقد كانت العصابة تتصل به لتهدده بحياة زوجته ، لعلمهم بحبه الشديد لها ، ولكنه بالرغم من ذلك ، إلا إنه كان قوي الشكيمة ، لا يلتفت إلى صغائر الأمور ، وكان معه فريق العمل نقيب ، تربى على يديه ، ومخبر يعرف عنه دقائق الأمور ، ويعرف منزله ويعرف أيضاً زوجته شخصياً ،

ورغم إقترابه من الرائد فتحي ، إلا إنه بوجهين ، فكان يحمل له أخبار العصابة مغلوطة ، فيحمل أخبار قائده لهم أولاً بأول ، وقد شك الرائد فتحي فى أمره ، وعلمت العصابة بحب إبنه صاحب العقار الجديد للرائد فتحي ، مع علمهم بمرض زوجته ، ووصلت لزوجته عن طريق الهاتف رسالة ، مضمونها بأن زوجها بحالة عشق مع (فلانة إبنة صاحب العقار الجديد ) ، وأبلغوا فتحي نفسه بنفس العشق الذي مغرمة به البنت ، ولكن فتحي كان أقوي من ذلك كله ، لحبه المؤكد لزوجته، وحبها الأكيد له ، وكل ذلك لتدب المشاكل في بيته ، ليتم نقل البضاعة إلى مكان آخر ، إستعداداً لترحيلها خارج البلاد ، وطبعاً غريزة غيرة النساء كانت غالبة على زوجته ، فقررت أن تحمل لتنجب له طفلا ،ً يشغله عن تلك الفتاة ، ورغم تحذير الأطباء لها ، ولم يعلم فتحي بذلك ، إلا بعد ثلاثة أشهر ، فإنزعج خوفاً عليها ، وطلب منها أن تجهض لسقوط الجنين ، إلا إنها أصرت ألا تجهض الحمل ، وكان قد علم فتحي بأن العصابة ستجتمع الليلة ، لتحديد موعد نهائي لترحيل البضاعة ، إستعداداً للقاء العظيم ، بتجهيز القوات المناسبة للقبض على العصابة ، وبحوزتهم الآثار ، طلب فى هذا اللحظة المخبر الإستإذان ، لمرض زوجته الشديد المفاجئ ، فوافق فتحي ، وأذن له بالإنصراف ، وكانت ساعة الصفر للإنطلاق ، فهجمت قوات الشرطة على العصابة ، وأمسكوا بهم جميعاً ، وكان بينهم زعيمهم المخبر ، فهو رئيسهم ، وفى نفس الوقت ، وضعت زوجته وليدها فى الشهر السابع ، وكتبت رسالة إلى إبنه صاحب المنزل ، بأن ترعى وليدها ، إذا ماتت وتتزوج زوجها ، لأنها خير من يرعاهما ، وماتت الزوجة ، وتزوج فتحي من إبنه صاحب المنزل ، بدون وجود والدها ، لظروف خاصة به خارج البلاد ، وسوف سيعود ويلتقيا ، وبعد إتمام العرس علم بأن المالك الجديد ، والذي من المفترض أنه حماه ، هو الصول رئيس عصابة الآثار .

الضابط و اللص

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار