أخبار ومقالات دينية

العلماء ومواقيت رمي الجمرات

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن العلماء ومواقيت رمي الجمرات
بقلم / محمـــد الدكـــروري

وضحت لنا كتب الفقه الإسلامي أن الإمام ابن الزاغوني قال في منسكه انه نقل عنه انه يجيز رمي الجمار أيام منى، ورمي جمرة العقبة يوم النحر قبل الزوال، وبعض الصحابة والتابعين يرون ذلك، فقد روى الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح على مسلم عن ابن أبي مليكه قال “رمقت ابن عباس رماها عند الظهيرة قبل أن تزول” فهؤلاء العلماء العظام الذين ذكرناهم قد ذهبوا إلى جواز الرمي قبل الزوال من بعد بعد غروب شمس يوم عرفة لجمرة العقبة الكبري وبعضهم من بعد منتصف الليل و كذا طلوع الشمس، وبعضهم من طلوع الفجر، وكفى بهم من حيث الاعتماد على أقوالهم في ظل عدم وجود نص صريح ثابت، وفي ضوء ذلك نحتاج إلى أن نمارس أنواعا جديدة من العبادات الغائبة.

أو المنسية، أو المسكوت عنها في أيام الخير هذه، كما نسارع إلى الصوم وصلاة النافلة، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، وترديد الاستغفار، والتكبير المطلق، نحتاج معها كذلك إلى أن نمارس عبادات الحب والمصالحة، والاعتذار والبر والصلة، فهذه عبادات لا شك فيها كون بعضها داخلا في مفهوم التوبة، والبعض الآخر عبادة في ذاته، كالحب في الله، وصلة الأرحام، وبِر الوالدين، ونحن في حاجة إلى أن نشعر ذواتنا وأهلنا أننا نحبهم في ذات الله بالكلمة الطيبة التي هي صدقة، والبسمة في الوجه التي هي صدقة، واللقمة في فم الزوجة التي هي صدقة، وتعزيز شعور الابن والابنة بالثقة في الذات الذي هو إحسان، وبر الوالدين، وزيارة في الله، وصلة قريب، وعيادة مريض.

ومسح على رأس يتيم، وإفشاء سلام، وإهداء هدية، أليست كل هذه عبادات تحتاج في هذه الأيام إلى إحياء؟ أليست هذه عبادات إيجابية تنطلق من روح سامية، وتصنع حولها جوا من التسامح والرضا، يؤدي إلى الإصلاح المنشود؟ فلتكن هذه وصيتنا في هذه الأيام وأن نجتهد في العبادة وعلى رأسها عبادة التوبة، وإحياء العبادات الاجتماعية الغائبة، ولأبدأ بنفسي بعبادة الحب، والحث على اغتنام الأيام الفاضلة والساعات المباركة، وهو وإن كان ضعيفا، إلا أن أدلة الشرع متوافرة على ذلك من الحث على استباق الخيرات وتحين الفرص، كالدعاء يوم عرفة، وليلة القدر، وفي الثلث الأخير من الليل، وساعة يوم الجمعة، والدعاء حال السفر وفي مواضع السجود.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار