السبت, أغسطس 16, 2025
الرئيسيةمقالاتالمدينة تسرق اعمارنا بالنحيب
مقالات

المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب

المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب

المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب

المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب
حين نشعر
ان الشوارع تخلو من الهمس
وان المرافيء تسحب احلامنا
يتكدس بوح التصحر فينا
ويسرقنا الليل
تخفق اعمارنا
في الشوارع تحضن قاماتنا هلعا
وان الجهات التي اسرتنا تمسد اضلاعنا
قلقا
تودع العمر
تلهو على وجع
ثم تغمس اضلاعنا بالمرارات
تعتصر الهم فينا
وشيئا فشيئا
يقتفي الصمت اقدامنا
ويرتعش البحر في جوفنا
دبقا
يلهث البحر خلف المرافي باسمائنا
ويمحو من الرمل احلامنا
ويمنحنا وطنا
لا نساوي به حفنة من تراب

حين نشعر انا انزلقنا الى الهاوية
وان المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب
وان السويعات صارت تدور بنا
وانا سنرحل مهما التصقنا بها
حين دارت بنا دورة للرحيل
وكنا هنا لا ندور
وتبقى الرياح تلملم اعناقنا
على عجل
وتنفذ فينا
ايها العمر كم ضقت فينا وكم
اوجع الهم اعمارنا
أي حلم تسوق الينا
ونحن الذين تبعثر وجه الحقيقة فينا
وسارت بنا الريح مذ عرفتنا كما تشتهي
فاصبح ماكان فينا جوى
لا يلم من الارض اشتاتنا
فقمنا جزافا
ومتنا جزافا
ولا شيء غير التصاريح
تكنس عبر الحدود جواباتنا
والطوابير تنمو وترحل فينا
كالوجوه التي قد الفنا هواها
لم تعد
غير محض افتراض

وحين اكتشفنا
بان الحكايات زيف
وان المروءات زيف
وان جحيم خطانا تدورعلينا يقينا
ومن دون ان نرتوي من ظما
وان نسترد على وجع خيبة قد تدلت باعناقنا
صار فينا الزمان غريبا
وصار لنا العشق ذنبا
وصار لنا العيش محض افتراء
وصار …وصار
واضحت لنا عربات الخديعة جوعا يطاردنا
فمن ذا سيوقد فينا النبوءات
ومن ذا سيستل سيف المرارة من جوفنا
ولم تبق فينا سوى تصاويرنا
على النار هادئة تحرقها المدفاة

ولما عرفنا بان المدينة
جرح عميق يحز حناجرنا
شجر يوقد فينا التوحد والموت
رحنا نلم اصابعنا من فتات السجائر
وكان علينا الخروج بالامنا
نمنح اوجهنا للمدينة
نكنس كل الجروح التي اورثتنا الوداعة
صمتا ونمضي
الى حيث لا يرجع الراحلون

المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »