اخبار

المهاجرون في ضيافة النجاشي

المهاجرون في ضيافة النجاشي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أن النجاشي ملك الحبشه عندما أرسل إلي المهاجرين من المسلمين، فلما جاءهم رسوله إجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه ؟ قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤوه وقد دعا النجاشي أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم ؟ فكلمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار. 

 

ويأكل القوى منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله تعالى إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فعدد عليه أمور الإسلام قال فصدقناه وآمنا به وإتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك. 

 

وإخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك، فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ فقال له جعفر نعم، فقال له النجاشي فاقرأه علي، فقرأ عليه صدرا من ” كهيعص ” فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلي عليهم، ثم قال النجاشي إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة إنطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد، فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص والله لأنبئنه غدا عيبهم، ثم إستأصل به خضراءهم، فقال له عبد الله بن أبى ربيعة وكان أتقى الرجلين في قومه لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا، قال والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، ثم غدا عليه، فقال له أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما.

 

فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه، فأرسل إليهم يسألهم عنه، فإجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه ؟ قالوا نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ فقال له جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه نقول فيه الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فضرب النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت بطارقته حوله، حين قال ما قال، فقال وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي ومعني السيوم أي الآمنون، من سبكم غرم، من سبكم غرم، فما أحب أن لي دبرا ذهبا، يعني جبل وإني آذيت رجلا منكم، ردوا عليهم هداياهما.

المهاجرون في ضيافة النجاشي

فلا حاجة لنا بها، فوالله ما أخذ الله منى الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه، فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقام المهاجرون رضي الله عنهم عنده بخير دار

مع خير جار.

المهاجرون في ضيافة النجاشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى