إنما كان الموت كفاره لكل ما يلقاه الميت في مرضه من الآلام والاوجاع وقد قال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه آذى من مرض فما سواه إلا حق الله سيئاته كما تنزل الشجره ورقها
وعن زيد بن اسلم مولى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال إذا بقى على المؤمن من ذنوبه شيء لم يبلغه بعمله شدد
عليه الموت ليبلغ بسكرات الموت وشدائده درجته من الجنه، وان الكافر اذا كان قد عمل معروفا في الدنيا هون عليه الموت
يستكمل الثواب المعروفه في الدنيا ثم يصير الى النار
لا يموتون احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته بثلاثه ايام لا يموت احدكم الا هو يحسن الظن بالله وذكرها ابن ابي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله تعالى وزاد فان قوما قد ارادهم سوء ظنهم بالله فقال تبارك الله عز وجل وذلك لكم ظنكم الذي ظلمتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك قال ارجو الله يا رسول الله واخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان فيه قلب عبد في مثل هذا الموطن الا اعطاه الله ما يرجو وامنه مما يخاف وحسن الظن لله تعالى يا اما ان يكون اغلب على العبد عند الموت منه في حاله الصحه وهو ان الله تعالى يرحمه وتجاوز عنه ويغفر له وينبغي بجلسائه ان يذكروه بذلك حتى يدخل في قوله تعالى انا عند ظن عبدي فليظن به ما شاء وقال الفضيل الخوف افضل من الرجاء ما كان العبد صحيحا فاذا نزل به الموت فالرجاء افضل من الخوف
