النميمة في الأسرة جريمة
الكاتب \عايد حبيب جندي الجبلي
سوف اضرب لكم مثلاً رجلا معه قطيع فأحضر لها راعٍ ليرعي القطيع فأخذ الراعي القطيع وأثناء رعيه للقطيع هبّ عليه الجوع فاتجه إلى طعامه وأخذ يأكل ونرك القطيع بغير راعٍ فتفرق القطيععن بعضها والراعي منشغل بطعامه فضل حمل صغير من القطيع طريقه ولم يستطع العودة وأثناء سيره سقط في منحدر أمامه وفي هذه اللحظة كان صاحب القطيع قادم فرآه ونزل خلفه مسرعا لينقذه من الهلاك ولكنه وجد صعوبات وعقبات حتى وصل إليه ومزقت الصخور ثيابه وجسده علي حافة المنحدر ونزف جسده دماًليعيد الحمل الذي ضل الطريق إلي القطيع وعندما أمسك به رفعه علي كتفه ليخرج به ويواجه ما يلقاه من صعوبات وعقبات أثناء صعودهوعندما صعد اتجهإلي الراعي فقال له : أين القطيع ؟ فقال الراعي : كانت هنا بجواري وأنا آكل طعامي لأسد جوعي الذي كاد يقتلني ولا أعلم إلي أين ذهبتَ ! فقال صاحب القطيع للراعي :أنت أجير والأجير لا يؤتمن علي القطيع .
فالراعي هنا يرمز للإهمال وعدم اهتمامه برعيته وترك القطيع تضل وتهلك ليأكلهو ويهتم بنفسه وينشغل بنفسه عن رعيتهأما صاحب القطيع هو الذي يلملم قطيعه المبعثرة ويخاف عليها من الضياع وهذه القصة القصيرة رسالة لكل شخص يترك عمله للآخر .
الأب والغربة
سوف أروي لكم قصة واقعية حدثت بالفعل ، قصة أب سافر إلي بلد عربية ليؤمن مستقبل أبنه فظل يسافر ويعود من السفر حتى كبر الطفل وأصبح في العشرين من عمره وفي يوم من الأيام جلس الأب وأبنه مع بعض أبناء عمومته وأثناء الحوار كان الأب يتحدث فقاطع الابن أباه فقال
الأب للابن : ما فعلته هذا عيب أن تقطع حديثي أمام أبناء عمومتك، فقال الابن لأبيه أمام الناس : أتعلمني الأن بعدما أصبحتفي العشرين من عمري تعلمي ما هو العيب ؟ فالأب هنا فعل مثلما فعل الراعي المستأجر أصبح مشغولاً في جمع المال وترك قطيعه تتبعثر وهو لاه في الغربة
بجمع المال وترك أثمن شيء هي تربية أبنه تركه للحياة والشارع ومن هنا لا يستطيع الأب أن يربي ابنه علي ما يراه صالحاً للحياة .
الأب
وما زل نانتحدث عن التربية ونشأة الطفل فأعطي لكم مثلاً أخر وهو عامل من عوامل الوراثة التي ينقلها الأبناء من الأبفي التربية فعندما تكون ألفاظ الأب قبيحة ينقد من الابناءدون أن يدري،فالأب له منزلة كبيرة أمام الأبناء وهنا تخرج أجيال وارثة من هذا القبيل .
الشارع
ودورنا التربوي الأخر في المحيط الأسريفي شوارعنا نجد أن الطفل ينقل كل ما حوله من تعاليم محيطة وتظل في ذاكرته وإن لم نلحقها بسرعةبعد المراقبة السرية ونقوم بمعالجة أسرية يوميةرويداً رويداً حتي تخرج الأفكار السلبية التي تعلمها ممن حوله كي لا تنهار أخلاق الطفل وينشأ علي تربية متدنية مليئة بالألفاظ القبيحة التي تعلمها من الشارع المحيط به
سن المراهقة
سن المراهقة وهو من أصعب المراحل العمرية التي تواجهها الأسرة وهذه المرحلة تتطلب من الأبوين المراقبة الدائمة لأبنائهم وخاصة في هذه الأيام التي انتشرت فيها الهواتف الذكية التي تأخذ أبناءنا إلي منحدر الفساد وكثير ما تنشر الآن المشاهد والمواقع الإباحية ويعتبر هذا غزو لديننا وثقافتنا بثقافة غربية فإن لم نقم بمراقبة المراهقين فتنزع القيم والأخلاق لدي المراهقين وتنهار الأسرة المصرية التي تعرف بالشهامة والأخلاق ويبقي الفساد شيئا عاديا في المجتمع وتسود ثقافة الغرب والمشاهد الإباحية وتنحل الأسرة
ويزيد الطينة
الشيء الأكثر إجرامافي حق الأسرة والمجتمع وهو الذي لا يسامح فيه المجتمع أوالأسر المحافظة علي نشأة صالحة في مخافة الله والمجتمع حينما يكون أحدالأبوينله علاقات عاطفية خارج الأسرة ويقوم بالتحدث في الخفاء داخل منزلهم ويكتشفه أحد الأبناء فيرد بأفعال لا تليق ليداري فعلته من الطرف الأخر في الأسرة فيستدرج الابن الذي كشف سره ويحاول منعه عن كشف السر وهنا تنحل الأسرة وعدم القدرة علي التربية ويفعل الابن مثلما فعل أبواه ولا يستطيع أحد الأبوينأن يرجع الابن من هذا الفعل لأنه نشأ عليه وما يزيد الطينة لم يستطع هذا الشخص إرجاع أحد أفراد الأسرة من أي خطأ
حين يكذب
نوع من التضليل عن الحقائق وفيها جزآن من الأكاذيب فعندما يكذب الإنسان يحدث لهالكثير من الشرور وتنهار الأسرة من وتنعدم الأخلاق والإنسانية فالأسرة هي أحد أركان المجتمعات المتحضرة فإذا انهارت الأسرة فكيف يبني مجتمع صالح وخاصةً إذا كان الأب يكذب أمام الأبناء فعلي سبيل المثال عندما يطلبه شخص علي الهاتف وهو لا يريد التحدث مع الشخص الذي يطلبه فيقول لأحد الأبناء رد علي هذا الشخص وقل له إن أبي نائم أو عندما يطرق أحد ما باب المنزل فيقول الأب لابنه قل له أبي ليس موجودا ومن هنا يتعلم الأطفال الكذب وبأيدينا نزرع فيهم الكذب دون وعي منا بذلك وتمر هذه الأحداث عبر السنين ويرث الأطفال ميراث الأب من كذب ويكبر الأطفال علي هذا النهج
حين تكون واثق من تربية أبنائك وتركتهم ولديك ثقة من سلوك وتحركات أبنائك وكنت مطمئنا من تربيتهم الأخلاقية والأسرية في هذا المجتمع ، فهذا جيد جداً ولكنك لم تعرف أخلاق صاحب أبنك أو صاحبة بنتك الجدد فمن المحتمل أن يكنواهم سبب في ضياع الأبناء مجدداً ودينا مثلما يقول القائل لا تخف من أبنك بل الخوف ممن يصاحب أبنك .
النميمة
النميمة في الأسرة جريمة مجتمعية تدمر جميع أفراد الأسرة في مجتمعنا ، فمثلاً عندما تكون أنت قلق من شخص ما وتذكره بسوء أمام الأبناء وتكرر اسمه أكثر من مرة فينقدون الأبناء ويقلدون الأب ويكرهونه حتي دون أن يرونه وهنا يتعلم الأبناء كيف يذكرون سيرة الآخرين ويتعلمون النميمة وتخرج للمجتمع أسر من هذا القبيل .