قصة

اوصام النفس

جريدة موطنى

أوصام النفس

بقلمي / إيمان ياسر ياسين 

2023/9/14

فأسحب الملف الثاني الذي هو بعنوان “أخفاء ” 

“أَنْ تُشْعِرَ أَنَّ بِكَ خَطِيئَةٌ فَتَتَسَتَّرُ بِالْخَفَاءِ “

ربما تكون تلك هي قصتي… قصه “أليس”…

لطالما شعرت بكون شخصيتي لا تناسب هذا المكان…

دائما أبحث عن أشياء لم يحبها البشر… لم أكن مثلهم… لذا لم أشعر بالأمان معهم…

فأنتهي الأمر بكوني أسيرة خوف تحول فيما بعد لإخفاء ذاتي بين السطور… في الظلال تقمع روحي الحقيقة… أصبحت أميل للكذب… كنت أتستر برداء شفاف لكن الجميع تقاعس وغض بصره… فأكملت التستر بالرداء الوهمي، حتى أينعت آثامي، ولكن أ وعل أحدهم يبترها يوما ما؟ أم أنهم ينتظرون مني أن اجتثاثه وحدي؟…

تسألت أن كان الندم قد أستوطنني؟ وها بي اليوم أمكث أمام منجل… لأستأصلها…

هكذا وصلت قدماي عند الطبيب… كنت أنوي البوح بالحقيقة… لكن أنتهي الأمر بأني أخفي… حادثته كأنه صديقتي الذي أخاف فقدانها…، وإذ به هلم علي وعرف بكذبتي فا ها قد حان موعد البوح… بعيدا عن الورق…

“الجميع دائما يخفي كل ما هو قبيحا عن أعين الناس… لكن ماذا أن كنت تختفي بالكامل لكونك خطيئة؟ ربما يكون عدم شعوري بالأمان من الناس، دائما أشعر بكوني تائهة بينهم… دائما يوجد خيارين والجميع يأخذ خيارا له… لكن لما لا يوجد خيار ثالث؟ أم أن علي أن أحتفظ بالثالث لي فقط؟ أري كل شيء بمنظور مختلف… منظور الخطيئة للعالم… لكنه العدل لي… أنني أقبع في الظلام وحيدا مع نفسي… تلك المعتقدات في المجتمع لم تناسبني يوم لذا هجرتها وصنعت خاصتي وهنا تكمن خطيئتي فكوني لا أستطيع أن أكون مثلهم… وأيضا ألا أشعر بأمان… أعني لدي عاده الإخفاء بكل شيء حتى في أقل الأشياء أعني كأقل مثالا عندما أكتب أغنية ترفرف كلماتها لذهني أخفي تلك الورقة التي نقشت عليها وكأنها جريمة فقط لا أريد أن يعرف أحد… أخفي المال وكأن أحدهم قد يسرقه رغم كوني أنا سارقته لكن ربما نوع من الأمان علي سلامتي… أخفي الكلمات خوفا من أن تفهم خطأ… أخفي الحقيقة لراحتي… أخاف المواجهة… بئر كذب أنا… أحب أن أشعر أني مجرمة… أحب كوني خطيئة… لذا أزيد منها فكان رأيا مخالفا دائما فصار الإخفاء عاده سيئة… أتسأل كيف بدأت؟… هل كان عندما وجدت مالا فأخذته بسرية وأنا طفلة… لكن حقيقتنا لا أتذكر ماذا فعلت به… أم ربما عندما كانت أمي تبكي فتخبرني أن لا أخبر أحدا عن هذا؟… لا أتذكر طفولتي جيدا التي يبدأ منها كل شيء دائما… هي لم تكن طفولة جيدة علي كل حال… لكن أمي وأبي يقولون إنها أفضل طفولة قد يحظي بها طفل وأني ذو مخيلة درامية بعض الشيء… في الحقيقة لا أعرف لست من ذوي الذاكرة الجيدة بعد كل شيء… لكن بداخلي اشعر ان الوقت يخلو مني والذكريات فرت مني ذاكرتي صدئه ربما لكن رائحة الذكريات تفوح بالألم… لا أذكر الكثير عما كان… لكنني اذكر طعم وحدتي في الليالي الباردة… اذكر خوفي في ليال مظلمة… اذكر بكائي في ليال شائكة… اذكر السقيع بداخلي… لكن الذكريات مشوشة… اني بداخلي عله ادري… عقلي يحميني قالوا… لا ادري ما ينقصني لكن الفراغ لا يمتليء والمشاعر بداخلي تحترق… علي كل حال لنترك الحريق لحينها… والذكريات لوقتها… فا ها انا هنا بعدما قد عاتبتني نفسي فجئت لك أملا في علاجي فهل بي أجد الدواء؟ أم عليا حقا بالأختفاء؟؟ الأمر فقط… اني اشعر بأنني لما اخلق لهذا العالم… لا انتمي لهنا… ولا هناك… اشعر انني لست من هذه الاماكن يا طبيب…”

أوصام النفس

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار