قصة

بئر مسعود

جريدة موطنى

بئر مسعود

(بئر الاماني )

بقلم هاجر سرحان 

لماذا اختارت ورد الذهاب يا امي لقد كانت شابة جميله مليئة بالامل عيناها تبرق تفاؤل
ذهبت ورد يا ابنتي لانها ربطت مصيرها واحلامها
ببئر 
لم افهم يا امي

بئر مسعود 
انه بئر تناقل الناس اسطورته بانه بئر مسحور يحقق الاماني
اذا ما وضعتي به قطعه نقديه وتمنيتي اي امنية تريدين تتحقق هكذا اعتقد الناس
يقع هذا البئر بجوارنا هنا في سيدي بشر بالاسكندريه

ولماذا اختارت ورد ان تغادر بهذه الطريقه وما علاقة البئر بها
القصة حدثت منذ خمسة عشر سنه

احبت ورد جارها كانت شابة صغيرة تبلغ من العمر ١٥ عاماً ولكن نبض قلبها له بل جن به وتعلقت بخلم الارتباط به كثيرا
كانت كل يوم تذهب للبئر وتضع قطعة نقدية متمنية ان يشعر جارها بهذا الحب 

ورغم حيائها الشديد الا ان قلبها لم يكف عن حب جارها

 
ومحض مصادفة إلتفت جارها بعد ٣سنوات لها 

فأحبها هذا الشاب بل وحاول الوصول لها بكل الطرق و كان خجلها يمنعها ان تعترف له انها أيضًا تحبه فترسخ حتى ضعف قلبها المتيم به واعترفت له بحبها 
ومن ذلك اليوم زاد اقناع ورد ان اسطورة البئر حقيقة 

فكانت ممتنه لهذا البئر ان كان سبباً في ان احبها جارها

كنت احاول دائماً اقناعها انها فتاة رائعه يمكن لأي خطف قلب اي شاب يراها ببرائتها وخجلها ووجنتاها الورديتين

الا انها كانت مقتنعة كل الاقتناع ان البئر هو السبب
وكانت تذهب كل يوم تضع في البئر قطعة نقديه

 متمنية ان يكلل حبهما بالزواج

عاشت اعظم قصة حب كانت بخطبتها اجمل عروسه رأتها عيني لم تضع قطرة من مساحيق التجميل الا ان سعادة قلبها كانت كفيله برسم كل تعابير الجمال

تزينت بفستان وردي من الحرير اللامع

وباقة ورد من زهور التيوليب البيضاء 

وزين شعرها طوق من الورد الابيض

تراقص قلبنا سعادة لها 

دامت خطبتهم سنتين وعقد قرانهم بعدها لترتدي فستان ابيض فتصبح كالحوريات وما ان انتهى المأذون من عقد قرانها حتى قام يوسف فقبل يداها وراسها 

وحملها و دار بها وكأنه يعلن للعالم انتصار حبهما 

كانت ورد اسعد فتاة في الكون يجهزان منزلهما الصغير

بذوق رائع بسيط وانيق وكانت دائماً تكرر على مسامعي 

ارأيتي كيف حقق البئر حلمي ولم تنسى يوما وضع النقود المعدنية فيه لتزداد امنياتها مع يوسف كل يوم 

تمنت ان يتم عرسهما كما تمنت و ان تنجب من يوسف ولداً وبنتاً اقترب زواجهما اكثر

 
ولكنه وبيوم من الايام الاكثر تعاسة 

خرج الشاب برفقة صحابه لاكمال فرش منزله وتجهيزات عرسه وبطيش من اصحابه اسرعوا ليحتفلوا بالعريس المنتظر
فاصطدمت سيارتهم وكان حادث مروع

 وتوفي يوسف من بين صحابه 
وانطفئت ورد الى الابد ذهبت ابتسامتها 

وذبلت روحها وانطفئ بريق عينيها 

وظلت تزور البئر كل يوم تسأله 

لماذا توفي حبيبها لقد وضعت الكثير من النقود ليكتمل حلمها 

لماذا لم يحقق امنيتها ظلت على هذا الوضع شهوراً 

تعاتب البئر وبدلاً من ان تضع النقود كانت تلعنه وتلقي الحجارة فيه 

فلم يتحمل عقلها صدمة فراقه 

فذهب عقلها مع يوسف فكانت تهذي بكلام لم يفهمه غيري لانني اعلم القصة منذ البدايه 

كانت تجوب الشوارع متسائلة 

لماذا ذهب يوسف 

لقد تمنيت من البئر لماذا اعطاني كل شيء واخذ كل شئ لماذا لم يأخذني يوسف معه 

اشفق على حالها كل من راها

محاولين علاجها بكل الطرق بلا جدوى

 وبعد وفاته وذهاب عقلها باربع سنوات 

قررت ان تنهي حياتها بنفس البئر الذي ضاعت فيه امانيها بدلا من ان تحقق و ألقت بنفسها في هذا البئر وهي لا تجيد السباحة 

ايفعل الحب كل هذا ؟

لا يا حبيبتي 

يفعل التعلق بجماد كل هذا لو تعلقت ورد بالله وطلبت منه لمنحها الصبر وربط على قلبها


ولماذا سمي بئر مسعود
سمي بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ مسعود أحد أولياء الله الصالحين، والذي كان يعيش في منطقة سيدي بشر، وكان يتردد بشكل يومي على البئر للتأمل في ملكوت الله والدعاء له، وتوفى بالقرب منه، وعندما تسببت البئر فى غرق المنطقة المحيطة به فى الشتاء اعتقد البعض أنه غضب من أجل الشيخ مسعود وأطلقوا اسمه على البئر.

فيما جاءت رواية أخرى لتقول أنه خلال عهد الدولة الفاطمية، كان هناك عبد يملكه أحد الأثرياء، وكان دائم البطش به وتعذيبه، إلى أن تمكن العبد من الهروب من مالكه وتوجه إلى الإسكندرية ونام بجانب هذه البئر، وفي اليوم الثاني توفي العبد واعتبر أهالي المنطقة أن هذه البئر “مسعود” لأنه أراح العبد من بطش وظلم مالكه.

وما رايك يا امي هل حقا هذا البئر مسحور ويحقق الاماني
ابنتي الجميله تحقق الاماني بالسعي والارادة والدعاء والبكاء في جوف الليل لله واي شئ غير ذلك هراء يهلك من يصدقه

بئر مسعود

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار