
تعليم الطفل الحكمة من فرائض الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من حقوق الطفل علينا أن نشرح له معاني الأركان الخمسة للإسلام وهي الصلاة في المسجد، حيث أن من الواجب أن نشرح له معاني الآية الكريمة ” في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه ” وأن نوضح له أن من صلى في المسجد فقد زار الله تعالى في بيته، وحق على المزور أن يكرم زائره، فإذا كان المزور هو الكريم الجواد، خير الرازقين، فما أجملها من زيارة وما أعظمه من أجر، وكما علينا أن نرغّبه فيها من خلال أحاديث الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم عن هذه الصلاة مثل ” من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح” وقوله صلى الله عليه وسلم.
” من تطهر في بيته ثم غدا بيتا من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ” وكما نقوم بشرح معاني الأركان الخمسة للإسلام ومنها فريضة الصيام، ففي هذه المرحلة يكون الطفل قادرا على إتمام اليوم من حيث تحمل الجوع والعطش، ولذلك يجب أن يتقدم عن المرحلة السابقة بمعرفة روح الصوم وأنه لم يُفرض لتعذيب المسلمين، وأن أحد أهداف الصوم هو الشعور بجوع الفقراء، وترويض النفس على الصبر وتحمل الشدائد، وتغذية الروح بطاعة ربها مع الإقلال من تغذية الجسد، والوصول بالمسلم إلى تقوى الله تعالي في السر والعلن، كما ينبغي أن يعرف أن الصوم يعني كف أذى اللسان والجوارح عن الغير، وغض البصر عن محارم الله تعالى، وأن ثواب الصائمين لا حدود له وأن الله سبحانه وتعالي.
هو وحده الذي يقرر مقداره لأن الصوم عبادة إخلاص لله عز وجل ولا يعرف مدى صدقها والإخلاص فيها إلا هو، وكما نقوم بشرح معاني الأركان الخمسة للإسلام وهي الزكاة، ففي هذه المرحلة ينبغي أن نتلو عليه آية مصارف الزكاة حيث قال الله تعالي ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ،وفي الرقاب والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل ” ونكررها معه حتى يحفظها، مع شرح معانيها، وكما ينبغي أن نعرّفه أن الإنفاق على ذوي الأرحام والجيران أفضل وأعظم أجرا من الإنفاق على غيرهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم إثنتان صدقة وصلة ” كما ينبغي أن نوضح له معنى الآية الكريمة ” ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون، ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه”
تعليم الطفل الحكمة من فرائض الإسلام
فالصدقة تقع في يد الرحمن قبل يد الفقير، لذا فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعطر الدراهم قبل أن تتصدق بها، وكما نقوم بشرح معاني الأركان الخمسة للإسلام وأن منها فريضة الحج، ففي هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يفهم الحكمة من الحج، فهو المؤتمر الإسلامي الأكبر الذي يجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض ومن كل فج عميق على إختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم ولا يتبقى لهم لغة إلا لغة التوحيد والإخلاص لله تعالى والتجرد له وحده، دون الأهل والولد والمال وغيرهم حيث يقول الله تعالي ” ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام” فيختلطون ويتعارفون ويؤثرون بعضهم بعضا ويتعاونون، ويعلمون أنهم جميعا في دين الله إخوانا، وأن الحج هو رحلة الإتجاه إلى الله تعالي وحده بالنفس والقلب والحواس.
وهي بداية عهد وميثاق جديد مع مالك الملك الغني عن العالمين، وهي رحلة إعلان الرفض للشيطان ومناهجه وخطواته وهي تعبير عملي وإعلان عن بدء حياة جديدة في طريق الحق،وعن الخضوع المطلق لله تعالي فهي شرف لا يطاوله شرف آخر، فتلبية دعوة الله شرف وتكريم من الله تعالى للحاج، فمن قصد البيت شهد الجدران وكسوة الأركان، ومن قدم على رب البيت شهد من جلاله ما هو أهل له.