المقالات

تقي الدين ابن الصلاح الشهرزوري

جريدة موطنى

 تقي الدين ابن الصلاح الشهرزوري

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

تقي الدين ابن الصلاح الشهرزوري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام ومن بينهم الإمام تقي الدين إبن الصلاح الشهروزي، وهو صاحب كتاب مقدمة ابن الصلاح، وقد ذكر ابن الصلاح في هذا الكتاب خمس وستين نوعا من علوم الحديث، وهذه بعض أنواعه، منها الحديث الصحيح، وهو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللا، وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل والمنقطع والمعضل والشاذ وما فيه علة قادحة وما في راوية نوع جرح، والحديث الحسن وهو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله، وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء، وهو على نوعين هما الحديث. 

 

الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفلا كثير الخطأ فيما يرويه ولا هو متهم بالكذب في الحديث، أي لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث ولا سبب آخر مفسق، ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف بأن روي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله أو بما له من شاهد وهو ورود حديث آخر بنحوه فيخرج بذلك عن أن يكون شاذا ومنكرا وكلام الترمذي على هذا القسم يتنزل، وأن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكرا ويعتبر في كل هذا مع سلامة الحديث، من أن يكون شاذا ومنكرا سلامته من أن يكون معللا.

 

وكل حديث لم يجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن المذكورات فيما تقدم وقصر عن مرتبتهما فهو حديث ضعيف، وأما عن الحديث المتصل، فهو الذي اتصل إسناده فكان كل واحد من رواته قد سمعه ممن فوقه حتى ينتهي إلى منتهاه، وأما عن الحديث المرفوع، وهو ما أضيف إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم خاصة، وأما عن الحديث الموقوف، وهو ما يروي عن الصحابة من أقوالهم أو أفعالهم ونحوها فيوقف عليهم ولا يتجاوز به إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأما عن الحديث المقطوع وهو ما جاء عن التابعين موقوفا عليهم من أقوالهم أو أفعالهم، وأما عن الحديث المرسل، فهو حديث التابعي الكبير الذي لقي جماعة من الصحابة وجالسهم كعبيد الله بن عدي بن الخيار.

 

ثم سعيد بن المسيب، وأمثالهما إذا قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأما عن الحديث المنقطع وأكثر ما يوصف بالانقطاع ما رواه من دون التابعين عن الصحابة مثل مالك عن ابن عمر ونحو ذلك، وأما عن الحديث المعضل “بالفتح” وهو عبارة عما سقط من إسناده اثنان فصاعدا، وأما عن الإسناد المعنعن وهو الذي يقال فيه فلان عن فلان، وأما عن الشاذ وهو أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس، وذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ أن الشاذ هو الحديث الذي يتفرد به ثقة من الثقات وليس له أصل بمتابع لذلك الثقة، وأما عن الحديث المنكر فهو ينقسم قسمين، المنفرد المخالف لما رواه الثقات، وهو الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والإتقان ما يحتمل معه تفرده.

 

وتوفى ابن الصلاح بدمشق في سحر الأربعاء الموافق الخامس والعشرين من شهر ربيع الثاني، سنة ستمائة وثلاثة وأربعين للهجرة، الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر لعام ألف ومائتان وخمس وأربعون ميلادي، واجتمع للصلاة عليه جمع كبير وازدحم الناس ومن وجهاء دمشق، ودفن في مقابر الصوفية بدمشق. 

تقي الدين ابن الصلاح الشهرزوري

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار