قصة

حرب من الله

جريدة موطنى

حرب من الله

بقلم

هاجر سرحان

كان مجدي وراضي اصدقاء منذ الطفولة كبرا سويا وتشاركا بكل شيء حتى قرر راضي ان يطور مشروعهم ولكن لم يكن هناك فائضاً من راس المال وكان لكلٍ مسؤولياته ومتطلبات حياته 

اقترح راضي ان يقترض قرضًا بنكياً

ولكن مجدي رفض رفضًا تام لانه قرض ربوي

انت هتنقي يا مجدي احنا لاقين يعني هناخد قرض باللي محتاجينه وزياده ونكبر مشروعنا وتقولي لا انت فقري ومش وش خير 

شوف يا راضي انت لو دخلت القرض دا مشروعنا انا هضطر اسحب نفسي من الشراكه 

بقا كدا يا مجدي دي اخرتها هو انا بضرك دا انا عايز اكبر مشروعنا و هاخد القرض بضمان شغلي انا ولو على موضوع اننا هنسدد القرض بسعر اعلى من اللي خدناه طيب م احنا هنعمل مشروع ونكسب نعتبر البنك داخل شريك معانا

راضي احنا مش هنتحايل على ربنا الحلال بين والحرام بين 

انت هتفضل صاحبي وحبيبي بس شغل مبني على قرض مش هيحصل 

اللي تشوفه يا مجدي

افترق الصديقان عمليًا لكنهم لم يفترقوا ابدا كأصدقاء كبر عمل راضي ولم ييأس من دعوة مجدي لشراكته مرة اخرى بعد ان توسط حال مجدي الا انه كان دائم الرفض

والسعي والكد 

نمى عمل راضي حتى انه اصبح يقرض الناس بفائده بسيطه ظناً منه انه يساعدهم بتلك الطريقه ويفتح لهم ابواب الرزق 

اللي سمعته دا صح يا راضي 

سمعت اي يا مجدي 

انت فعلا بتقرض بفايدة

دا ملاليم يا مجدي دي فايدة ٢٪؜ 

يا راضي يمحق الله الربى ويربي الصدقات انت بتعتبره عمل خير بس والله ابدا دا هياخد معاه كل حاجة 

مجدي انت مش فضيت شراكتك معايا ملكش دعوه بقا بشغلي مش كل حاجه هتحطلي فيها العقدة في المنشار

انا بنصحك وكل واحده عقله في راسه يعرف خلاصه 

كبر ابناء راضي ومجدي ولكن اعتاد ابناء راضي على كثرة المال وكان ابيهم لا يرفض لهم طلبا فسافر ابنه الاكبر لدراسة الطب وبقي ابنه الاصغر وكان مدللاً لا يسأله اباه اين تذهب امواله ولا اين يذهب هو شخصياً

على عكس مجدي الذي كان حريصاً في سؤال ابناءه وتكليفهم ان يعملوا معه فكان لديه ولدان وبنت تزوجت ابنته وسافرت مع زوجها ودخل ابنه كلية الهندسه والاخر كلية الزراعة 

وفي طريق عودة الابن الاكبر رأى مروان ابن عمه راضي يتعاطى في شارع ضيق مع اصدقاء له حاول مناداته لكنه مثل انه لم يسمعه

ذهب ابن مجدي مهرولاً لابيه حتى يجدوا طريقة لانقاذ مروان من تلك الصحبه

ولكن ما ان اخبر مجدي ما راءه ولده لراضي حتى قامت قيامته وثار غضبه واخذ يتهم مجدي بالغيرة منه ومن ابناءه لانه اصبح احسن حال منه 

فكان هذه نهاية صداقتهم 

مرت الايام وكان كلما لام راضي نفسه في ما يأخذه من فوائد تسليفه للغير او من الفوائد البنكيه اخرج صدقات منه واكثر الصدقه لكن صوت محدي كان يرن بإذنه ان الله طيب لا يقبل الا طيب ولكنه كان يقنع نفسه انه على الطريق المستقيم وان الله كريم لن يخذله وسيقبل تنقيه امواله بالصدقات 

حتى اتته الصاعقه خبر موت ابنه الاكبر بحادث سير 

فأتاه صديقه راكضاً عند معرفة الخبر يواسيه كان في خدمته فكأنما فقعت له عين بوفاة ابنه الاكبر كان قرة عين ابيه وما ان استفاق من حزنه حتى بدأ يخاف على ابنه الاصغر فيتابعه فإكتشف ماقاله مجدي لقد اصبح ابنه الاصغر متعاطي ولا يقبل ترك تلك الصحبة او السموم 

حتى اتت القشة التي قسمت ظهر البعير لقد سجن ابنه الأصغر في قضية اتجار وتعاطي معاً اقام له اكبر المحامين الا ان كل ما فعله كان بلا فائدة 

غزى الحزن جسده فأصيب بأمراض لا حصر لها حتى اقعدته بلا حراك على كرسي متحرك لتقع اسطورة شركات راضي لم يتركه صاحبه كان بجواره بل واخذه معه لرعايته بمنزله فقد كان ارمل توفيت زوجته وتزوج ابناءه فراعاه 

حتى قالها راضي 

ياريتني سمعت كلامك يا مجدي ياريتني فهمت اني قبلت الحرب من الله ورسوله لما صممت على الربا كنت كل لما اعدي على الاية دي قلبي يتعصر عشان عارف معناها كويس بس كان شيطاني اقوى 

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (٢٧٨) فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ (٢٧٩)  

ياما قولتي يمحق الله الربى ليبكي بحرقه اهو كل حاجة راحت يا مجدي ولادي راحو وفلوسي اللي عملتها عشانهم راحت 

بس انا جمبك يا راضي ربنا يقدرنى ومتتحوج لحد طول م انا عايش وولادي ولادك وفلوسي فلوسك

لم يتحمل قلب راضي كل ما حدث فلم يكمل سنة حتى توفى ..

احذروا استسهال الربى فوالله ما ربح بيت او تجارة قامت على الربى

حرب من الله

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار