خير الناس
خير الناس
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
إن الشفاعة لها عدة أنواع، ومنها شفاعة النبي صلي الله عليه وسلم وشفاعة الله سبحانه وتعالى، والشفاعة العظمى، هي الشفاعة التي خص الله تعالى بها رسوله الكريم محمد صلي الله عليه وسلم الذي يناجي ربه في طلب الشفاعة لأمته عند اشتداد أهوال يوم المحشر، وكما هناك الشفاعة في الموحدين الي دخلوا النار بسبب أعمالهم، والشفاعة لمن تساوت حسناته بسيئاته فيشفع لهم الرسول صلي الله عليه وسلم لدخول الجنة، وأيضا الشفاعة في رفع درجات المؤمنين في الجنة، والشفاعة لأقوام يدخلون الجنة بغير حساب، وشفاعة الرسول صلي الله عليه وسلم لعمه بأن خفف عنه العذاب، وشفاعة الرسول صلي الله عليه وسلم في الإذن للمؤمنين بدخول الجنة.
وإن من خير الناس من يطول عمره في طاعة الله تعالى، فيزداد قربا إلى الله، ويزداد رفعة في الآخرة، فعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من طال عمره، وحسن عمله ” رواه الترمذى، وقال ابن العثيمين رحمه الله “بإمكان الإنسان أن يحسن عمله، لأن الله تعالى جعل له عقلا، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، وبين المحجة، وأقام الحجة، فكل إنسان يستطيع أن يعمل عملا صالحا، على أن الإنسان إذا عمل عملا صالحا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن بعض الأعمال الصالحة سبب لطول العمر، وذلك مثل صلة الرحم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم” من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه” وصلة الرحم من أسباب طول العمر، فينبغي للإنسان أن يسأل الله دائما، أن يجعله ممن طال عمره.
وحسن عمله، من أجل أن يكون من خير الناس” ومن عمل الصالحات وأكثر منها، مخلصا لله، متبعا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأجر عمله له، ولكن الناس يستفيدون من رؤيته، ومن كلامه، فعن أسماء بنت يزيد سكن الأنصاري رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بخياركم ؟” قالوا بلى قال “خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى” رواه أحمد، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله أي جُلسائنا خير ؟ قال “من ذكركم الله رؤيته، وزاد في عملكم منطقه، وذكركم بالآخرة عمله” فالناس إذا رأوا الإنسان الصالح الصادق تذكروا الأعمال التي تقربهم من الله، وإذا تكلم الصالح فإنه لا يتكلم إلا بما يقوله الله عز وجل وبما يقوله رسوله صلى الله عليه وسلم، فيستفيد الناس من كلامه، ويقتدون به.
وإن من طرق السعادة هو أن يتخلق بالأخلاق الحسنة مع جميع الناس، فإن من خير الناس من يتحلى بالأخلاق الحسنة الطيبة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من خياركم أحسنكم أخلاقا” متفق عليه، وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله حسن الخلق اختيار الفضائل، وترك الرذائل، وأولى الناس بالتعامل الحسن والأخلاق الطيبة قرابة الإنسان، فعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله” رواه الترمذى، وقال الإمام المباركفوري رحمه الله أي لعياله وذوي رحمه، وقيل لأزواجه وأقاربه، وذلك لدلالته على حسن الخلق، ومن خير الناس من يتعامل مع إخوانه المصلين برفق فعن ابن عباس رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خياركم ألينكم مناكب في الصلاة” رواه أبو داود، وقال الإمام الخطابي رحمه الله معنى لين المنكب لزوم السكينة في الصلاة، والطمأنينة فيها، وقد يكون فيه وجه آخر، وهو أن لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف ليسد الخلل، أو لضيق المكان، بل يمكنه من ذلك، ولا يدفعه بمنكبه لتتراص الصفوف.