نثر

رسالة إلى أحدهم

جريدة موطنى

رسالة إلى أحدهم 

بقلم لبني بدر 

“كان من المفترض ألا أُحبّك 

لأني كنت أعلم أنّ الجسر إليك مقطوع و مجرد التفكير فيك ممنوع و الظروف كلها ضدي و ضدك رغم كل ذلك احببتك 

ليس لأني أريد ذلك بل لأن الله قذف شعورا في قلبي تجاهك قذفا 

شعورًا كالتيار الجارف لا قوة تصمد ضده و هكذا انجرفت و ابتلتني الأقدار بحب لا كلمة لي ولا قرار أمامه غزاني غزوا استَسْلَمَتْ له كل دفاعاتي و توَقَّفتْ عن صده كل أسلحتِي شُلَّتْ كل حواسي ذهولًا و أنا أشهد على غريب يجعل من روحي وطنا له دون استئذان 

و كأننا التقينا في عالم أثيري لا تحكمه قوانين و لا منطق و لا عقل 

عالم يحكمه قانونه الخاص 

قلوبٌ خُلقت لبعضها لا قوة على وجه الأرض تفرقها أنصافُ أرواحٍ التحمت بأنصافها الثانية 

و شهد الكون على لحظة التقائها 

لحظة خارقة كولادة نجم في ربوع السماء هكذا كان لقاؤنا 

حدثٌ لا يحدث على ارض الواقع بل فقط في عالم آخر عالم الأرواح 

عالمي انا وانت الذي يجمعنا الى الابد و كما التقينا في عالم أثيري حيث التحمت ارواحنا و تراقصت و تناغمت و انسجمت و انصهرت في بعضها افترقنا في عالم الواقع

الواقع حرم علي حبك و أجبرني ألاَّ أخضع لمشاعري رغم قوتها الهائلة

تخيل معي هذه القوة أن أشعر بحبٍ لا مثيل له في الوجود ورغم ذلك أكتمه أن اغمض عيوني عنك رغم أني لا أرى سواك و أختفي عنك في صمتٍ بينما الكلام عنك داخل افكاري لا يتوقف و ابتعد عنك كل البعد رغم أنّك اقرب إليّ من أيّ إنسان مر بحياتي أو ذاكرتي 

نعم إنها الاقدار الغريبة لاقتني بروح و كأنها نسخةٌ عن روحي 

تعرفت عليها في الحين لكن للأسف في أسوأ توقيت و رغم البعد و الصمت و السكون و الفراق الطويل في العالم الاثيري نحن هنا 

نبعث لبعضنا رسائل حب و حنين  

أراك في أحلامي أشعر بك عندما تتذكرني يجتاحني حنينك إليَّ كدمعٍ لا تبكيه العيون حنين بدموع صامتةٍ يذرفها الوجدان بأنين غريب أحس بأننا على إتصالٍ دائم بالتخاطر و أكيد بلغة التخاطر تعلمُ انت كم اشتاق اليك و رغم أني لا أنتظرك صوت روحي لا يتوقف عن التهليل بقدومك الى عالمي الواقعي في التوقيت الإلهي المناسب لأن هذا الذي يجمعنا ليس حبًّا عاديا بل رابطة إلهية

و الآن انا لا اعرف ماذا أُصَدِّق ؟ 

عالم الأرواح الذي لا يكذبُ أبدًا ؟

لكنه في عالم الواقع مجرد خرافة 

أم عالم الواقع الذي يكذب دائمًا لكنه رغم ذلك حقيقة .؟

رسالة إلى أحدهم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار