قصة

رواية العهد و الأثر الحلقة الثالثة

جريدة موطني

رواية
العهد و الأثر
الحلقة الثالثة

كتب / محي حافظ 

لا أتذكر حقا أين تركتكم آخر مرة يا بني
آدم أبين أحضان نبي الله دانيال و الأسود
أم في بطن حوت نبيكم يونان او ما تسمونة يونس
أعلم أن متاهتي تزعجكم
وكيف لا فأنا إلة الماسون الاعظم
أنا إبليس..من يجري مجري الدم في عروقكم
و يلهوا بعقولكم كما تلعب الغانيه بعقول عاشقيها
والآن تذكرت فقصة الخلق بدأت و لن تنتهي الا بوقت
معلوم كنا عند موسي وهارون و أصعب لقاء
لآدمي في التاريخ لقاء موسي مع رب العالمين
وتكليفه بالرسالة وأخيه
وكيف خشعت الجبال علي أقدس أرض
و أطهرها…مصر..الوادي المقدس..طوي
وكيف كلف بالذهاب لفرعون الكافر الآتي
وجيش الهكسوس وإستعبد بني إسرائيل
بعد أن خانوة…و حكمه الله في أن يتربي
موسي ويكبر أميرا في قصرة و يقتل
مصريا بالخطأ ويهرب الي مدين ويتزوج
بنت شعيب النبي ويقابل ربه في سيناء
والآن هو وأخيه هارون الفصيح النبي
الطيب ومعهم العصا الإلهيه ويد موسي
إقتربا الأخوين من القصر..و لا أستطيع
رغم كوني إبليس أن أصف مشاعر الأخوين
و موسي بالأخص وهو هارب
من القتل ويمشي الي مصيرة وحاول
هارون أخيه أن يثبته رغم أن موسي هو أقوي أنبياء
بني اسرائيل هنا توقف
موسي عن السير ورفع رأسه للسماء و
نادي ربه{قال رب إني قتلت منهم نفسا
فأخاف أن يقتلون}..هنا إرتعشت الأرض
وإهتزت السماء وبرقت برعد مهيب و
رد رب الملكوت بقوة الجبار وحزم كن
فيكون{إني لا يخاف لدي المرسلون}ص.
هنا إهتزت أوصالي لمهابة وحزم رب العرش
ومدي الجرأة والقوة والثبات
التي تغلغلت بعقل وجسد و كيان موسي
وإقتربا من بوابة القصر و رآهم حارسوا
القصر الملكي وهم يعرفوة فقد كان يوما أميرهم
ونفذ الأمر الإلهي ولم يعترضهم أحد وجن جنوني
أنا ابليس وحاولت أن أوسوس لهم
ولكنهم لاينصتون وأكمل
الاخوين الطريق المهيب الي سلالم القصر
ولم يعترضهم الحرس وكأن سحرا أغشي أبصارهم
وفتحت أبواب القصر ودخلا
ومشوا في البهو الكبير حتي وصلوا الي
القاعة الملكيه ورأوا كبار الكهنه و عرش
الملك فرعون وهو جالس عليه و لن
أنسي أبدا لحظة لقاء الأعين فقد رأيت
نارا ونور…غل وصفاء…موسي وفرعون وجها
لوجه وهنا صاح فرعون من سمح
بدخولك يا موسي إبتسم موسي وما أجملة
{قال ربكم ورب أبائكم الأولين}ص
..وهنا صاح فرعون و أشار للكهنه والشرر
يتطاير من عينه وقال(ألا تستمعون)ص
(ألم نربك فتيا وليدا و لبثت فينا من عمرك سنين
وفعلت فعلتك التي فعلت و
أنت من الكافرين) قال موسي نعم فعلت
وندمت وسامحني ربي {ففررت منكم لما خفتكم
فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين)
وأنا هنا موسي رسول الله
أدعوك بالإيمان برب وربك رب العالمين
{قال فرعون وما رب العالمين}قال موسي
(رب المشرق والمغرب وما بينهما إن
كنتم تعقلون) كل هذا و أنا أراقب وأوسوس لفرعون
ألا يستمر في الجدال لاني أعلم أن موسي يخفي شئ
ما لا أعلمه و سكت فرعون وقال موسي جئت
لك بآيتين لتؤمن وأخرج العصا وهنا إرتعد وإرتعش الجميع
و ألقاها فتحولت العصا الي كوبرا عملاقه بطول
أكبر تماثيلة و تتحرك بين الجميع
والكل يصرخ حتي أمرها موسي بالعودة فعادت
عصا إلتقطها..وأخرج يدة الي فرعون فتوهجت القاعه
الملكية بنور الله القادم من يد موسي و أرجع يدة مكانه و
قال لفرعون أتؤمن بالواحد القهار الآن
هنا وسوست لفرعون فقال إن موسي
لساحر مجنون ونحن بلد السحر وسنريك
واتحداك يا موسي ويا كهنه مصر آتوني بأعظم سحرة
مصر الآن إبتسم موسي ورد الكهنه
قالوا إرجأة و أخاة وأرسل فيالمدائن يأتونك بكل ساحر عليم
و قبل موسي وهارون التحدي وتحدد يوم الزينة
وهو يوم إحتفال سنوي يبدأ من وقت شروق الشمس
يحتفل فيه عامه الشعب ويرقصون ويأكلون الاسماك
المجففه ويرقصون(موعدكم يوم الزينة)
وقبل الأخوين التحدي وخرجا من القصر آمنين
وجمع موسي السحرة من صعيد مصر فقيل سبعين
وقيل سبعين الف و قال كبار السحرة و
ما الجائزة لو هزمناة قال فرعون كل مطالبكم مجابة
و فورا وتكونا من المقربين و بالذهب منعمين
والآن اليكم أحد أسراري فكبار السحرة
يخلد أسمائهم حتي الآن ساتور ملوي
عادور سمالوط دشنا منفلوط اهناسيا
طهطا دشنا حطحط جرجا فرشوط
وكلها مدن مصرية الي زمنكم الحاضر
وجاء يوم الزينه والآلاف ينتظرون و العامه يتراهنون
و بدأ التحدي في الساحة الكبري
قال كبار السحرة ومن ورائهم أعداد مهيبة من السحرة ياموسي
(إما أن تلقي وإما أن نكون أول من نلقي)
هنا دخل الخوف لوهلة لقلب رسول الله
فطمأنه ربه وكلمة وكم حقدت أنا إبليس عليك
يا كليم الله قال رب العرش و الملكوت بحزم أفاق له موسي
{قلنا لا تخف إنك أنت الاعلي والقي ما بيمينك)
هنا صاح موسي بقوة وثقة للسحرة إلقوا
ما تشائون فألقي الاف السحرة بعصيانهم وسلاسهم فتحولت الي آلاف الحيات ألقت الرعب في الجميع حتي فرعون
أحس بالخوف ولكن شعر و حتي أنا إبليس عزازيل ذو الأجنحة الأربعة
شعرنا بالزهو والحيات تجري بين الجميع
متجهة الي الأخوين نظر موسي الي هارون
وقال أحبك في الله يا أخي فسم
معي بإسم الله فسموا ورمي موسي الأثر
رمي العصا فإذ هي كوبرا عملاقة
حية لم تري من قبل أكلت كل الحيات
في ثوان و ثبتت فرعون
علي عرشة منتصبه أمام وجهة
هنا سجد السحرة الكبار وشهدوا
أجمل شهادة لا إله إلا الله
ورجعت الحيه في يد موسي و قال لفرعون
و الآن أنا هزمتك وأخي وهزمت شيطانك بني اسرائيل
أهلي وسأرحل بهم شئت أم أبيت و إلتقت العينان
و إبتسم موسي وإنهار فرعون و هزمني حفيد آدم
عدوي ولكني أقسم أن أدمرهم
وأفسدهم شعب الله المختار و أقسم أن سلاحي
لم يبرز بعد للسامري و سرة
فأنا الطاووس العابد و أمير النار إبليس
والمعركه لم تنتهي بل ستبدأ وإنتقم
السفاح الهكسوسي من السحرة التائبين
الموحدين و آمن بسببهم عامه المصريين
الفقراء و صلبهم وهم موحدين علي جزوع النخل
فخلد المصريون ذكراهم بأسماء مدنهم الي الآن
لم أدخلكم اليوم متاهتي
الكبري لأني أخبئ في جعبتي
سر الآثر و العهد و أثر الرسول
وأخيرا أقولها لكم بني آدم
التاريخ الحقيقي ليس ما روي لكم أبدا
التاريخ ماحدث بالفعل
يتبع
محي الدين محمود حافظ

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار