المقالات

شهود الدنيا وشهود الآخرة

جريدة موطني

شهود الدنيا وشهود الآخرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، أما بعد، لو أن شخصا فعل عملا ما، ثم لما سألناه عن ذلك العمل أنكر وقال أنا لم أفعل ذلك، ولكن عندما أحضرنا شهودا فشهدوا عليه وقالوا نعم أنت فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا، بالطبع سيكون موقفه محرج لا يحسد عليه، فيا أيها المؤمنون تعلمون أن شهود الدنيا ربما تأخذهم المجاملات والواسطات والشفاعات.

وربما يشهدون زورا وبهتانا، وربما يأخذون شيئا من المال، أو من متاع الدنيا حتى يشهدوا، ولكن شهود الآخرة شعارهم كما قال تعالي ” أنطقنا الله الذي انطق كل شيء” فهم لا يعرفون المجاملة ولا الواسطة ولا يزيدون ولا ينقصون ولا يكذبون ولا يمتنعون، شهاداتهم واضحة وعباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى إيضاح أو تفصيل، وهذه الشهود قيل هم تسعة شهود فالشاهد الأول هو الله تعالى الملك القدوس السلام الذي لا تخفى عليه خافية، السميع البصير، لذلك فإن صاحب المعصية وصاحب الخلوات السيئة لو علم أن الله يراه لما فعل تلك المعصية، والذي يتكلم بسماعة الهاتف أو الجوال في الحرام لو علم سمع الله له لترك هذه المعاكسات الحرام، وكذلك أقول لأختي المؤمنة قبل أن تلبس ذلك اللباس الحرام لتفتن الشباب.

أقول لها تذكري أن الجبار الذي على العرش استوى يراكي ويسمع كلامك وهو عليم بذات الصدور، وأما الشاهد الثاني فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا ويسجلون سيئاتنا وحسناتنا فيا أخي الفاضل وأختي الفاضلة المؤمنة تذكروا كم من الساعات والأيام جلسنا أمام تلك القنوات شاهدنا المسلسلات المحرمة وعصينا الله ولم نتذكر أن معنا ملائكة يسجلون كل كبيرة وصغيرة، بل ستؤمر بقراءة كتابك يوم القيامة عندما تقف بين يدي الله تعالى، يا له من موقف عصيب، فانتبه يا من تنظر إلى الحرام في القنوات المحرمة وقنوات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وغيرها انتبه يا من تسمع الحرام وتمشي للحرام وتتعاطى الحرام ستقف والله أمام ملك الملوك، وتقرأ كتابك، أما الشاهد الثالث.

فهو الرسول صلى الله عليه وسلم الرحيم بأمته والشفيق بهم، ويأتي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ويشهد على العاصين والمتكبرين والمغتابين والنمامين والذين يشيعون الفاحشة بين الناس، والذين هم عن صلاتهم ساهون ولا يشهدون الصلاة مع جماعة المسلمين، فلا إله إلا الله من هذا الموقف المؤلم، وحبيب الأمة يشهد عليهم، وأما الشاهد الرابع فهي هذه الأرض التي نمشي عليها ونأكل ونشرب عليها وننام عليها، ولكن سيأتي يوم تشهد هذه الأرض بكل ما عُمل عليها من خير أو شر، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه “أتعلمون كيف تحدث أخبارها؟ قالوا الله ورسوله أعلم، فقال تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل عليها، تقول فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها”.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار