المقالات

علامة كمال الإيمان العبد

جريدة موطني

علامة كمال الإيمان العبد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد إن ظروف الأزمات فرصة مناسبة لمعرفة أنواع الرجال وصقل شخصياتهم ففي الأزمات إيجابيات لا يعيها إلا من يقرأ الحياة بشكل صحيح والأزمات بشكل خاص، وكما أن العمل بمبدأ الكتف هي قاعدة إنسانية رائعة، وقيمة أخلاقية عظيمة، وفائدة اجتماعية لا تقدر بثمن، وضع أساسها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فهي تربط ما يقدم من خدمة من قبل الفرد للآخرين مع الإيمان، وهي تنظم العلاقة مع الله جل جلاله ومع الناس، فهي عبادات ومعاملات، فمن أهم نتائجها تعزيز رصيد الفرد في الآخرة.

 

مما يعزز موقفه في الدنيا، حيث إن ما يقدم الإنسان من خدمات مختلفة للناس على تنوع أشكالها، لن تذهب سدى وستسجل له وتنفعه يوم القيامة، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما بقي منها؟” قالت ما بقي منها إلا كتفها، قال “بقي كلها غير كتفها” وتعتبر مكارم الأخلاق علامة لكمال الإيمان وسمة من سمات المؤمن ومقصدا لرسالته ومهمته، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا” وقال صلى الله عليه وسلم “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وخالق الناس بخلق حسن” ومعنى ذلك أن الرسول جاء بالإسلام منفتحا حيث قال صلى الله عليه وسلم “وخالق الناس”

 

وليس المسلم فقط، عسى أن يراك الآخر متحليا بالأخلاق الحميدة، فتكون سببا في هدايته للإسلام، وكما إن خيرية الرجل لا تقاس بصلاته وصيامه فحسب بل لا بد من النظر في أخلاقه وشيمه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال “لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول “خياركم أحاسنكم أخلاقا” وقد بين ابن المبارك رحمه الله حسن الخلق فقال “هو طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى” ولكن ما يحدث اليوم في معظم نواحي الحياة لا يخلو من الأذي، فإن أبسط الأمور هو الجلوس ليلا ونهارا أمام الشاشات التي تفسد الأخلاق وتذهب بالدين والمروءة، ولو نظر المسلم للعواقب التي تصيب بعض المسلمين من جراء جلوسهم أمام شاشات الإنترنت، لحرص أشد الحرص على تجنب الجلوس ساعات طويلة دون فائدة.

 

أو خير يرتجى، وعلى المسلم أيضا ألا ينساق وراء وساوس الشيطان، وخطواته لأنه كلما بعُد المسلم عن طاعة ربه، ووقع في معصيته سوّل له الشيطان المزيد من الشر والباطل، فأورده المهالك وأخذ بيده إلى طريق الضلال، ومما يعين المسلم على النجاة من فتنة شاشات الإنترنت أن ينظر في العواقب، وأن يجاهد نفسه ويلجمها بلجام التقوى، وأن يعلم أن جلوسه أمام تلك الشاشات يعرضه للفساد المادي والمعنوي، ولو نظر إلى غيره ممن تأثر بتلك الشاشات لعلم علم اليقين مدى أثرها على حياتهم المادية والنفسية، وكم من طالب فشل، وكم من موظف طرد من عمله، وكم من زوج طلق زوجته، وكم من فتاة وقعت في الفتنة، وكم من بيت خرب، وكم من صالح ضل، وكم من شاب تأثر بالفكر الضال.

 

وهكذا دواليك مما يجعل المسلم حريصا على نفسه من الوقوع فيما وقع فيه غيره، ومما يكون عونا للمسلم على الاستفادة من الإنترنت دون التأثر بما فيه تخصيص وقت معين للجلوس أمامه مع تحديد الهدف من ذلك، أما إذا استرسل مع صفحات تلك الشاشات وانتقل من موقع إلى آخر دون هدف أو غاية ضاع وقته وقلت إفادته.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار